تنوي الحكومة ابتداء من جانفي المقبل، ومباشرة بعد المصادقة على قانون المالية وصدوره بالجريدة الرسمية، اقتطاع ما تتجاوز قيمته 12 مليار دينار (1200 مليار سنتيم) من جيوب الجزائريين الذين سيتحملون أعباء تلوث البيئة والمحيط، من خلال إجبارهم على دفع رسم التلوث المدرج في عقود التأمينات على السيارات، والذي تتراوح قيمته بين 1300 إلى 3000 دينار. بالمقابل تتخذ حكومة تصريف الأعمال بقيادة نور الدين بدوي، في إطار سياسة شراء السلم الاجتماعي وتهدئة الجبهة الاجتماعية التي تعتمدها السلطة مع اقتراب موعد الاستحقاقات الرئاسية، قرارات تتناقض وتوجهاتها الاقتصادية للحد من ظاهرة التلوث، سيما بعد أن سمحت باستيراد سيارات "الديازال" المستعملة الأقل من 3 سنوات، ما سيرفع من عدد السيارات الأكثر تلويثا للبيئة، ويكثر من السيارات القديمة المستعملة المتسببة في أكبر عدد من حوادث السيارات. في هذا الإطار، أكدت أرقام الديوان الوطني للإحصائيات، في تقريره الأخير حول السيارات المرقمة خلال سنة 2018، عن ارتفاع معدل السيارات من نوع "الديازال" إلى 40.69%، وهو الرقم المرشح إلى الارتفاع بوتيرة سريعة خلال السنة المقبلة بعد السماح باستيراد سيارات مستعملة من هذا النوع. أما السيارات التي تسير بالبنزين، الأقل تلوثا، فينتظر أن تسجل تراجعا محسوسا بعد أن أصبحت تمثل حاليا 59.31% من إجمالي المركبات التي تحصيها الحظيرة الوطنية. وجاءت الأرقام الرسمية للديوان لتؤكد ارتفاع عدد السيارات القديمة التي تحصيها الحظيرة الوطنية للسيارات بأكثر من 324 ألف مركبة في نهاية 2018، بزيادة بلغت 3 آلاف مركبة قديمة مقارنة بسنة 2017. أما السيارات الأقل من 5 سنوات فسجل عددها تراجعا بمعدل ب3.50% مقارنة بالسداسي الأخير ل2017.
أكثر من 6 ملايين مركبة في الحظيرة و31% منها تسير بالعاصمة كشفت أرقام الديوان عن إحصاء 6 ملايين و418 ألف و212 سيارة ومركبة في الحظيرة الوطنية للسيارات، يتمركز أغلبها بالعاصمة التي يسير بها 31% من إجمالي هذه المركبات، ما يفسر الازدحام الذي تسجله طرقات العاصمة يوميا. أما باقي المركبات المتمثلة أساسا في السيارات السياحية فتتركز في 4 ولايات تحصي 20% من إجمالي سيارات الحظيرة الوطنية، حيث سجلت هذه الولايات ترقيم أكثر من 5 آلاف سيارة جديدة خلال السداسي الثاني لسنة 2018.
155 ألف مركبة جديدة تم ترقيمها في 2018 من جهة أخرى، أشارت أرقام الديوان إلى تسجيل ترقيم وإعادة ترقيم 155 ألف مركبة جديدة من مجموع 819904 تم ترقيمها وإعادة ترقيمها خلال السداسي الثاني لسنة 2018، ما يمثل زيادة في عدد السيارات الجديدة المرقمة بأكثر من 28500، أي بمعدل 22.83% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2017.
الفرنسيون يسيطرون على سوق السيارات بالجزائر احتلت شركة "رونو" الفرنسية الصدارة في قائمة السيارات الجديدة التي تم ترقيمها نهاية سنة 2018، سواء بالنسبة للجديدة منها التي بلغ عددها 21793 سيارة أو المستعملة المقدرة ب203534 سيارة، متبوعة بالسيارات الألمانية التي رُقم منها خلال نفس الفترة 18294 سيارة جديدة و75507 مستعملة، تليها المركبات اليابانية 78100 جديدة و100303 مستعملة، ثم الصينية ب5253 جديدة و26658 مستعملة.