تقترب إدارة روما من اتخاذ قرار مُهم بعد الجولة الأخيرة من بطولة الدوري الإيطالي، وفي ظل اقتراب لوتشيانو سباليتي المدرب الحالي للذئاب من الاتفاق على تولي تدريب الإنتر (الأخبار تقول أنه اتفق على توقيع عقد لمدة 4 سنوات وأنه يحاول جلب رادجا ناينجولان معه إلى ميلانو)، فإن إدارة الجيالوروسي والمدير الرياضي مونتشي يبحثان ملف المدرب الذي سيخلُف "السبالو" على قدمٍ وساق. وفي هذه الحلقة من كامبيوناتو إيطاليانو سأتحدث عن أبرز المرشحين لخلافة سباليتي من وجهة نظري وهما الإيطالي إيزبيو دي فرانشيسكو مدرب ساسوولو، وأوناي إيمري مدرب باريس سان جيرمان، في ظل تقلص فرص المدرب البرتغالي باولو سوزا كثيرًا في الفوز بهذه الوظيفة. إيزيبيو دي فرانشيسكو تدور أفكار المدرب إيزبيو فرانشيسكو ما بين البساطة والتعقيد، ففي عملية بناء اللعب هناك الكثير من البساطة، إيجاد مساحة لزميلك الذي ستمرر له، التحرك المتواصل، ديناميكية ولعب مُباشر. ما يعني أنه لن يكون هناك المزيد من الملل في روما، فبعد فترة المدرب الفرنسي رودي جارسيا التي ورث تركة سيئة عن لويس إنريكي دخل سباليتي بأفكار متضاربة وغير مستقرة من الناحية التكتيكية، ربما سيكون الاعتماد على دي فرانشيسكو انتصارًا للمدربين أصحاب الفكرة الواضحة في تنظيم وتسيير فرقهم، فكرة لا يحيدون عنها، وفي حالة دي فرانشيسكو فأفكاره تدور حول ال4-3-3 الهجومية، التي تكون 4-1-2-3 حينما يلعب بشكلٍ طولي مُباشر. وحينما يكون متأخرًا في النتيجة يُدخل مهاجم إضافي لتصبح 4-2-4. لا يعتمد دي فرانشيسكو في أفكاره على فكرة الحيازة على الكرة ولا يأخذ الكثير من الوقت في بناء الهجمات، مما يعني أن الفاعلية تكون أكبر ولكن يعني كذلك أن المخاطر تكون موجودة ومحتملة بشدة، في صناعة الفارق يعتمد دي فرانشيسكو على المثلثات السريعة في الخط الثلاثي الأمامي وعلى صانع اللعب الخفي وقد كان في حالة ساسوولو هو ميسيرولي الذي قدم دي فرانشيسكو منه النسخة الأفضل في مسيرته. الظهيران يعاونان الهجوم في حالة وجود رأس حربة يجيد اللعب بالرأس والإنهاء من اللمسة الأولى كما في حالة سيموني زازا حينما كان مع النيروفيردي، وفي تلك الحالة يكون سيموني بيراردي لاعب وسط مُهاجم وليس مهاجم، يحصل على كثير من الحرية كتريكوارتيستا أو كما يحب البعض أن يطلق عليه "الفانتاسيزتا". أوناي إيمري أما بالنسبة للمدرب الإسباني أوناي إيمري الذي ربما يُفضله المدير الرياضي الجديد مونتشي نظرًا للمعرفة والتجربة السابقة بينهما في إشبيلية، فإن روما قد ينقض عليه في حالة لم يتفق مع إدارة باريس سان جيرمان لعدة أسباب. أولها أن إيمري مدرب صاحب اسم، حقق عدة ألقاب سابقة مع إشبيلية ورغم إخفاقه مع باريس في الفوز إلا ببطولة كأس الاتحاد لفرنسي لكنه قام بتجديد دماء الفريق وتطعيمه بعناصر شابة. المدرب الإسباني لديه مرونة أكبر من دي فرانشيسكو، يستخدم الدهاء التكتيكي بصورة أكبر وأوسع، فحينما يلعب بال3-4-3 على سبيل المثال فهو يقوم بجر المنافس وسحبه لمنطقة العمق ثم يقوم بالاعتماد على سلاح الأطراف الهجومية، كذلك فهو لا يُعير الكثير من الاهتمام لحيازة الكرة أو تقديم كرة القدم الممتعة على الدوام. يستقي إيمري أفكاره من عدة مدارس مُختلفة ووجهات نظر مُختلفة، في المباريات الأولى والإعدادية له مع باريس جرب ال41-1-4-والتي تتحول ل4-4-2 أو ال4-2-3-1 ، ال4-3-3 هى التي استخدمها معظم الموسم الحالي مع باريس سان جيرمان (وفي إشبيلية استخدم إيمري نظام ال 4-4-2 وال4-2-3-1.)، لديه قدرة على جعل لاعبيه في تبديل مواقعهم بصورة مستمرة ولذا فهو أكثر قدرة على التكيف مع الأسماء والإمكانيات المتاحة لديه، وخلق توظيفات جديدة للاعبيه على أرضية الميدان، ولذا ربما يكون مرحًبا به أكثر من قبل إدارات الأندية، سمعنا أنه يُفكر في التحول ل3-4-3 إذا نجح باريس في التعاقد مع جوردي ألبا. خلفيات القرار أخيرًا، فإن دي فرانشيسكو لعب سابقًا لروما وكان أحد أبطال ديربي العاصمة فيما سبق، عاصر العدديد من النجوم الكبار في كرة القدم الإيطالية وهو الأمر الذي يجعله مُفضلًا عن إيمري، لكن كليهما يملكان شخصية إيجابية سواء في تعاملهم مع الإعلام أو في تحقيق أهداف إدارة ناديهم "ما عدا الموسم الاخير لأوناي إيمري مع البي إس جي، والذي يجعله الآن مُعرضًا للإقالة من قبل الخليفي". لذا وإن كان عليّ أن أختار واحدًا منهما لأرى أنه الأصلح لروما في الموسم القادم فسأختار دي فرانشيسكو لبعض الميل والتعاطف معه ولأفكاره ولكرة القدم المميزة التي قدمها طوال السنوات الماضية، لكنني ربما لو كنت مكان مونتشي لفكرت مليًا قبل اتخاذ هذه الخطوة، فالأهداف الكبرى في السوق لأي نادٍ أوروبي يُحكمها في كثير من الأحيان اسم المدرب ومدى شعبيته. لماذا وداعًا لسباليتي؟ في النهاية تبقى فرص سباليتي في البقاء في روما أقل من 5% في الوقت الراهن، مالم تحدث مفاجأة غير متوقعة، فكل المُعطيات تقول بأن أيام سبالو انتهت على ملعب الاولمبيكو، فقد أخفق في الفوز بأي بطولة وعلاقته أصبحت سيئة بالجماهير أكثر من أي وقتٍ مضى وتصريحاته لوسائل الإعلام عن روما كلها سلبية.