دخلت عالم التنمية البشرية بتخصصها في لغة الجسد لمعرفة أنواع الشخصيات، أول كتاب لها حمل اسم "من أنت؟" الذي يحمل في طرحه سؤالا شاملا، ويحمل معه أيضا الكثير من الإجابات حول أنماط الشخصيات، وما هي أهم العوامل المؤثرة فيها. التقتها "المساء" ونقلت لكم هذا الحوار. ❊ حفصة حيدر كاتبة شابة في مجال علم النفس والتنمية البشرية، ظهرت في الساحة بمولود عنوانه "من أنت؟"، كيف تقدمين نفسك؟ — مختصة في التنمية البشرية، تخصص معرفة النفس وتطويرها وقراءة لغة الجسد، هذا التخصص فتح لي الباب لمعرفة المشاكل النفسية للآخرين بكل سهولة، بدل جلسة الاستشارة التي قد تأخذ أربع أو خمس جلسات، من أول الجلسة أستطيع أن أعترف على الشخص الذي يكون معي، وبإمكاني تحديد المشاكل التي يعاني منها، بالتالي الوقوف عليها لمعالجتها. ❊ الدخول في مجال الكتابة، قد تحكمه في الكثير من الأحيان الصدفة، ويكون وليد تجارب سابقة، وأفكار ولدت منذ الصغر، أين أنت من كل هذا؟ ❊❊ ليست صدفة، فمجال الكتابة لي معه قصة حب قديمة، كنت في البداية أكتب الشعر وأقرأه، فكانت تصادفني كلمات في القصائد فلسفية ومتعلقة بعلم النفس، ولم أكن أمر عليها مرور الكرام، بل أبحث عن معانيها، وجدت نفسي متوغلة في الفلسفة وعلم النفس، وبعدها جاءت التنمية البشرية للجزائر، وفتحت لي الباب واسعا لممارسة ما أحببته. ❊ إلى أي مدى ساعدك تخصصك في حياتك الشخصية والعملية، وهل هو من دفعك إلى التأليف في مجال التنمية البشرية؟ ❊❊ من الناحية الشخصية، استطعت معرفة نفسي وقدراتي، وتجاوزت بعض الترسبات التي كانت موجودة في الماضي، وتحررت من عدة أشياء تكون عن أي شخص في فترة المراهقة، وفتحت لي باب التواصل مع الآخرين، كما اكتسبت السبيل الأمثل لتحاشي الاصطدام مع الآخرين والتواصل معهم بشكل إيجابي، من الناجية المهنية أصبحت أعرف كيف أساعد الأشخاص، وكيف أجعلهم يرتاحون، ولازالت ترتسم في ذاكرتي من خلال إحدى الاستشارات، شاب في العشرينات لم يكن يخرج من المنزل بسبب مشاكل نفسية، فبعد أن عجز عن احتواء مشكلته أطباء ومحللون نفسانيون، استطعت أن أحوله إلى شخص عادي، خرج من انطوائه، وبدأ يمارس الرياضة ويبحث عن العمل، فالجميل في التنمية البشرية أن الأشخاص الذين يطلبون الاستشارة لا يبقون تابعين لك، بعد تخلصهم من بعض الترسبات. ❊ هل هناك تقنيات خاصة تعتمدين عليها؟ ❊❊ أعمل بتقنية؛ أفرغ ما بداخلك من أشياء تبعث لليأس، وبعدها ابحث في داخلك عن الأشياء الإيجابية، ومنه يستطيع الإنسان أن يتعايش مع الآخرين، منطلقا من الإيجابيات التي استخرجت من شخصيته. ❊ التنمية البشرية تخصص جديد في الجزائر، كيف ترين مستقبل هذا التخصص، وهناك الكثير ممن هاجموه؟ ❊❊ أنجزت الكثير من الدورات، عندي 20 شهادة في التنمية البشرية، لكن الشهادت وحدها لا تكفي، لذا يجب أن يكون الحب والاستعداد، لاسيما المطالعة، فأنا أقرأ حوالي 20 كتابا في الأسبوع، ولا أقرأ كتبا معنية، بل عناوين مختلفة، بالتالي أستخلص ما يمكن استغلاله في مجال التنمية البشرية، صحيح فهذا تخصص جديد في الجزائر. هناك من لم يفهم هذا التخصص بشكل صحيح، وهناك من هاجمه، ومن اعتبره نشاطا للربح السريع، فهو تخصص ذو بعد نفسي أخلاقي، والتنمية البشرية من الناحية العالمية تنطلق من الإبداع. ❊ قلت أنك قارئة بامتياز، ما هي الأسماء التي تحب حفصة القراءة لها؟ ❊❊ أعشق كثيرا مالك بن نبي، وحاليا أحرص على الاستفادة من أفكاره. أما من الناحية الأدبية فأحب القراءة لأحمد مطر، المنفلوطي، نزار قباني، غادة السمان ونازك الملائكة، أما علماء النفس، فتعلمت من "فرود" الكثير، لاسيما فيما يخص مهارة التحليل، يجب أن نقرأ الكثير ونعرف ما هو موجود في السوق، وأحس بالغيرة لما يتحدث كاتب أمريكي عن البوذية والمسيحية دون الإسلام، لذا حاولت أن أوظف الجانب الديني في كتابي، من خلال إيراد أحاديث وآيات قرآنية، ومن خلال تطرقي للشخصيات في الإسلام. ❊ أول مولود لك في التنمية البشرية "من أنت؟"، لمن توجهين هذا السؤال؟ ❊❊ هو سؤال مطروح على الجميع ممن يرغبون في معرفة نوع شخصيته منذ الطفولة إلى الشيخوخة، فالكتاب يتحدث عن الشخصية في الإسلام، وعن الهرمونات كيف بإمكانها التأثير في تكوين الشخصية، وأيضا المشاعر ومراحل النمو وفصيلة الدم، والألوان، كما يحمل الكتاب أنواع الشخصيات الانطوائية، الانبساطية، وقد تجد نمط شخصيتك بكل تفصيل، فأنا مختصة في لغة الجسد "قرفولوجي". ❊ لقد مر على صدور "من أنت"؟ ❊❊ ثلاثة أسابيع، اخترت العنوان الذي هو عبارة عن سؤال يتبادر في أذهان الكثير من الأشخاص، الذين يحبون التعرف بشكل أوفر على أنماط شخصياتهم، وبالفعل كانت أوراقه مرايا عاكسة لما يوجد في الكثير من الشخصيات. ❊ هل تفكرين في استكمال مشوار الكتابة في مجال التنمية البشرية؟ ❊❊ حاليا يوجد كتاب آخر في دار النشر، يتكلم عن كيفية تغيير السلبيات الموجودة في شخصيتك، كيفية أخذ النقاط الإيجابية والتخلص من السلبيات، وكيف تعرف من أنت وتعرف قدراتك. ❊ ما هو طموحك؟ ❊❊ طموحي عالمية، فأنا أرسم أهدافي على ثلاثة أبعاد، الأول أن أبرز اسمي وسط بلدي الجزائر، والبعد الثاني على المستوى العربي، وبعدها العالمي، لما لا فأنا أفكر في ترجمة كتبي لاحقا، ولا أؤمن بأنه لا يوجد مستحيل ما دام هناك ربّ قدير.