تعرف محلات بيع الهدايا ومختلف معارض الصناعات التقليدية خلال موسم الصيف، انتعاشا كبيرا بالنظر إلى كثرة المناسبات التي تتوالى خلال العطلة الصيفية، والتي تتباين بين الأعراس وأفراح التخرج، وكذا حفلات التتويج بالشهادات النهائية بمختلف الأطوار التعليمية. كان ل«المساء» جولة استطلاعية بمعرض الصناعات التقليدية في ساحة البريد المركزي، حيث وقفنا على الطلب الكبير على مختلف أنواع المعروضات التي تباينت بين التحف التزيينية والألبسة التقليدية والمشغولات النحاسية والخشبية، وحسب الحرفي حنفي لحلوح، من ولاية تيزي وزو، مختص في الصناعات الفخارية، فإن موسم الاصطياف يعتبر من أكثر المواسم التي تنتعش فيها مختلف المشغولات التقليدية، بالنظر إلى كثرة المناسبات السعيدة، مشيرا إلى أن معظم زبائنه من النسوة وأن أكثر ما يطلبنه التحف التزينية، كصناديق الحلي واللوحات المنقوشة بالنحاس ومختلف المزهريات المزينة والحلي النحاسية والفضية. من جهته، أكد الحرفي آيت سي سالمي حسين، مختص في التحف الخشبية والألبسة التقليدية من ولاية تيزي وزو، أن الإقبال على معرض الصناعات التقليدية خلال موسم الصيف مرجعه إلى قلة المحلات التي تنشط في مجال الصناعات التقليدية، يقول: «ولأننا حرفيون نسعى من خلال هذه المعارض إلى عرض ما يبحث عنه الزبون، سواء تعلق الأمر بتحف تزينية أو ألبسة تقليدية وبأسعار جد مقبولة». مشيرا إلى أن الألبسة التقليدية الممثلة في الجبة القبائلية يكثر عليها الطلب خلال موسم الصيف، لتقديمها كهدايا للمقبلات على الزواج، خاصة أنها تقدم بكل أكسيسواراتها ممثلة في المحرمة والحزام والحذاء وحقيبة اليد. وحول نوعية الهدايا التي يتم اقتناؤها، أكد محدثنا أن كل المشغولات التقليدية التي يعرضها تجد الزبون المناسب لها، حيث يفضل البعض التحف، خاصة إن كانت المناسبة الاحتفال بالنجاح في شهادة معينة، فمؤخرا كثر الطلب على بعض الكؤوس المنقوشة من الخشب لتقدم كهدايا نجاح تحمل أسماء أصحابها، أما إن تعلق الأمر بحفلات الخطوبة أو الزواج، فإن الجبة القبائلية هي أكثر ما يطلبه الزبون أو الزبونة معلقا بالقول؛ «إن الإقبال على الهدايا كبير من الجنسين». وإذا كانت الألبسة والتحف التزينية تلقى إقبالا كبيرا عليها، فإن الأواني النحاسية هي الأخرى كان لديها نصيبها من الطلب، وحسب الحرفي الياس، مختص في الصناعات النحاسية، فإن معظم زبوناته من النسوة الباحثات عن بعض القطع التقليدية التي تدخل في تجهيز العروس، ممثلة في المحبس و«طاسة» الحمام والمرش والسينية القسنطينية التي أصبح يصعب العثور عليها في بعض الأسواق التقليدية. الإقبال مرجعه السعر واللون الإبداعي في دردشتنا إلى بعض الزبونات حول اختيار معرض الصناعات التقليدية عوض المحلات لاقتناء الهدايا المناسبة لمختلف المناسبات، أكدت مواطنة أن السبب الذي دفعها إلى اقتناء جبة قبائلية من المعرض هو السعر المناسب بالدرجة الأولى، ولأن الجبة مصنوعة بطريقة تقليدية متقنة، لأن من يعرضها حرفي، بينما أكدت مواطنة أخرى أن بعض التحف التزينية التي تباع في المحلات، إلى جانب أنها باهضة الثمن يغيب فيها الحس الإبداعي، ولعل هذا ما جعلها تفتش عن هدية مميزة لتقدمها في حفل نجاح قريب في العائلة، معلقة «بأن المشغولات التي يعرضها الحرفيون كلها جميلة وتعكس الجهد المبذول واللمسة الإبداعية التي تجعلنا نشتري دون تفكير تقول السيدة»، بينما اختارت بعض المراهقات التجمع حول حرفي مختص في الأكسسوارات النحاسية والفضية، وفي حديثهما إلينا أكدتا أن مثل هذه المعارض تجعلهما لا تفكران كثيرا، لأن كل ما تبحثان عنه من هدايا متوفر، وقالت إحداهما: «اخترت بعض الخواتم الفضية لزميلتي التي حازت على شهادة التعليم المتوسط، وفي المقابل اختارت لي هي الأخرى بعض الأساور النحاسية تعبيرا عن صداقتنا المتينة.