مع ارتفاع درجات الحرارة، ينطلق الفرد في البحث عما ينعشه، ليجد ملاذه في محلات بيع المرطبات والمثلجات التي أصبحت تبدع في النكهات التي تلبي أذواق الكل، منها الكلاسيكية والغريبة التي لا يمكن حتى تخيّل وجودها، وتعطي بذلك للفضوليين فرصة تجربتها والاستمتاع بمذاقها الرائع. حاولت "المساء" خلال جولتها بالعاصمة، التماس مدى انتعاش هذه السوق خلال موسم الصيف، فاقتربنا من بعض محلات المثلجات المعروفة والمصطفة بالمحاذاة من البريد المركزي، حيث لاحظت منذ أولى ساعات النهار الإقبال الكبير للنسوة اللواتي يحاولن الهروب من حرارة الجو وترطيب أجسامهن بتلك المثلجات المنعشة. غزت مؤخرا، محلات بيع "الآيس كريم" الإيطالي العاصمة.. فلا يخلو شارع من شوارعها من هذه المحلات التي يتفنن أصحابها في عرض المثلجات أو "الجيلاتو" بنكهات وأذواق مختلفة، وهو ما جعل عشّاقها يتمتعون بالمثلجات الإيطالية طوال فصول السنة وليس في فصل الصيف فقط. كانت المحلات تعرض مثلجات بمذاقات مبتكرة وغير مألوفة كذوق البطيخ الأحمر، الجوز، العسل، والنعناع، استوردت بذلك جانبا تقليديا قديما للثقافة الأوروبية في الأكل، توارثتها الأجيال وخطت خطوات كبيرة في مجال صناعة "الآيس كريم" منذ حقبة بعيدة، وتعد إيطاليا إحدى الدول الرائدة في صناعته، وهو ما دفع بأصحاب المحلات العاصمية إلى تأمينها وضمان الاستمتاع بأذواقها. تعرف هذه المحلات توافدا كبيرا من طرف عشاق "الآيس كريم"، يتواصل على مدار السنة ويبلغ ذروته في موسم الحر، إذ لم يعد تناول المثلجات مقتصرا على فصل الصيف فقط للتخفيف من شدة الحر، ولكن أضحى يستهوي النفوس بفضل النكهات المتنوّعة المعروضة، ومختلف مصادره التي تدغدغ فضول الفرد لتذوّقها. وفي حديثنا مع بعض الزبائن، أبدوا إعجابهم الشديد بهذا النوع المبتكر من المثلجات التي أتاحت للجزائريين فرصة اكتشاف الذوق الإيطالي والتمتّع بأصالته، دون التنقّل إليها، لكن في نفس الصدد، أعربوا عن انزعاجهم من الأسعار التي أضحت في السنوات الأخيرة مرتفعة مقارنة بالكمية، بعد ما بلغ سعر كرة واحدة بحجم حبة البيض بين 100 و200 دينار، هذا ما يرفع سعرها للراغبين في الحصول على ثلاثة أذواق مثلا إلى 600 دينار، وهو ما استهجنه الكثيرون بعدما كان السعر لا يتعدى 50 دينارا. تبقى للأنواع المحلية "التقليدية" من مثلجات "المكينة" ك«الكريبوني" ومزيج الفانيلا أو الشكولاطة بالحليب، عشّاقها من كل الفئات العمرية رجالا ونساء، الذين أبرز العديد منهم أنها مثلجات تقليدية لا تزال تثير شهية الفرد، مثلما كانت تفعله معهم في الصغر، لاسيما أنها مازالت تحافظ على مكانتها التي لم تزعزعها المنافسة الكبيرة ولا التأثير على أصالتها، بالتالي لا يزال لها محبون لا يمكنهم الاستغناء عنها أبدا.