تنتشر بمختلف الطرقات الساحلية هذه الأيام، تجارة الذرى المشوية التي يعشقها قاصدو الشواطئ أو العائدون منها، متّخذين منها وجبة خفيفة ولذيذة، حيث تموقع بائعوها بحواف الطرقات لعرضها على المواطنين بطريقة تقليدية. مشاهد شباب يشعلون النار داخل براميل حديدية كبيرة عارضين أمامها حبات الذرى الطازجة الخضراء، تارة ينفخون في النار حتى تشتعل جيدا، وتارة أخرى يلفّون حبات الذرى في ورق الألمنيوم لوضعها على النار لتُشوى على الجمر، منتشرة على طول طريق الواجهة البحرية لولاية بومرداس، مسيلة لعاب المارة من أصحاب السيارات الذين صنعوا طوابير على قارعة الطريق، خاصة أنّ رائحتها الزكية تستهوي العائلات والشباب، الذين يفضّلون تناول حبات منها وهم جالسون على جذع شجرة أو على صخرة أو واقفين، في حين يفضّل آخرون الاستمتاع بها على الشاطئ. تشهد الطرق السريعة ببومرداس ومختلف الولايات الساحلية الأخرى، على غرار العاصمة وتيبازة مع حلول موسم الاصطياف، انتشارا كثيفا لمراهقين وشباب من مختلف الأعمار يمتهنون بيع مختلف الخضر والفواكه الموسمية، منها الذرى المشوية على الجمر، أو كما يحبّذ تسميتها الكثيرون "الجبار"، حيث أصبحت تلقى رواجا كبيرا في فصل الصيف. رواد هذه التجارة أغلبهم من فئة الشباب، إذ إنّ إضرام النار يتطلّب سنّا معيّنة للتحكّم فيها وشيّ الذرى، ويصعب على الطفل امتهانها للخطر الذي قد يصاحب المهنة. ويمارس الشباب نشاط بيعها إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، مما يعطي حركة مستمرة على الطرقات إلى ما بعد منتصف الليل، حيث تبقى الزحمة متواصلة بسبب المصطافين الذين يمضون سهراتهم على الشواطئ بسبب ارتفاع درجات حرارة هذه الأيام. ويتراوح سعر الذرى المشوية الواحدة ما بين 60 و80 دج، بينما ينخفض سعره إذا أخذها الزبون وقام بشوائها بنفسه في البيت، وأكثر ما لاحظناه عند تواجدنا بالقرب من الباعة أنّ طريقة الشّي تختلف من تاجر لآخر، فهناك العديد من الزبائن يفضّلها مشوية على الجمر، ثم وضعها داخل إناء به كمية من الماء والملح مما يزيدها نكهة، وهناك من يفضّلها طبيعية بدون إضافة الملح.