توجد مصالح بلدية وهران، وعلى رأسها قسم المصالح الاجتماعية بالبلدية، أمام ورطة حقيقة بسبب توزيع الحقيبة المدرسية التي تراجع عددها إلى نحو 1200 حقيبة فقط، بعد تخصيص 400 مليون سنتيم لميزانية القفة، بعد أن كان هذا المبلغ يتجاوز سنويا 800 مليون سنتيم، مع إدخال مديري المدارس في نفس الورطة الخاصة بعملية التوزيع التي ستلاقي عدة مشاكل. وحسب مصادر مسؤولة من البلدية، فإن المبلغ الذي تم منحه لم يكف لشراء كل حاجيات القسم من الحقيبة المدرسية التي توزع سنويا على المحتاجين واليتامى وذوي الحقوق من التلاميذ، الأمر الذي أدخل البلدية في ورطة، إلى جانب مديري المدارس الابتدائية، خاصة تلك الواقعة بالأحياء الشعبية الكبرى التي تنتشر بها العائلات الفقيرة والمحتاجة. وحسب عضو بلجنة الشؤون الاجتماعية لبلدية وهران، فإن سياسة ترشيد النفقات التي لجأت إليها البلدية غير مبررة، خاصة على حساب التلاميذ، لأن ملف التضامن الوطني مع العائلات الفقيرة لا يمكن أن يكون من بين القطاعات التي يتم المساس بها، مع تدني القدرة الشرائية للعائلات وتقارب عدة مناسبات أنهكت محدودي الدخل والمعوزين. وأكد المتحدث بأن مصالح قسم الشؤون الاجتماعية تلقت عدة شكاوى من المديرين بخصوص تراجع عدد الحقائب المدرسية الممنوحة لهم، خاصة أنها لا تتعدى في بعض الأحياء 10 حقائب بمدارس كبيرة تضم عشرات المحتاجين. كما عبر بعض المنتخبين عن تفاجئهم من الميزانية الممنوحة لبلدية وهران، والتي تضم 190 مدرسة ابتدائية بتعداد تلاميذ يتجاوز 100 ألف تلميذ، معظمهم يتلقون المساعدات. وكشف المنتخبون بأن البلدية ملزمة بتوفير مبلغ إضافي لاقتناء المزيد من الحقائب بهدف تغطية العجز قبل خروج الأمور عن السيطرة. قامت أمس "المساء" بالتقرب من بعض مديري المدارس بوسط المدينة وحي البلانتير الشعبي، حيث أكدوا بأن البلدية وضعتهم في ورطة حقيقية مع الأولياء،خاصة أولائك الذين يستفيدون سنويا من الحقيبة المدرسية. وقد كشف مدير مدرسة بأن البلدية منحته 14 حقيبة مدرسية فقط، بعد أن كانت مدرسته تستفيد من 40 حقيبة مدرسية لم تكن تكفي لتلبية احتياجات المدرسة، من منطلق وقوعها بحي شعبي، فضلا عن أن معظم تلاميذها من الفقراء ومحدودي الدخل. كما ذكر مدير آخر بأنه قرر عدم استلام الحقائب المدرسية، موضحا أن الدخول المدرسي هام كمحطة في انطلاقة سليمة للموسم الدراسي، لذلك فضل عدم المجازفة بتحويل ساحة المدرسة إلى ساحة احتجاجات من طرف العائلات وأولياء التلاميذ المعوزين. كما أكد المتحدث بأنه تمت مراسلة مديرية التربية بخصوص القضية للتدخل في حالة احتجاج العائلات على القرار، وأكد مدير آخر بأنه قرر منح الحقائب المدرسية لليتامى فقط، مشيرا إلى أنه استلم 14 حقيبة، ومدرسته تضم 22 يتيما، وهو الأمر الذي دفعه للاتصال بإحدى الجمعيات لمساعدته في حل المشكل وتفادي احتجاجات العائلات. توزيع الكتاب المدرسي بلغ نسبة 86 بالمائة بلغت عملية توزيع الكتاب المدرسي في ولاية وهران غرب نسبة 86 بالمائة، بتوزيع 12460 عنوانا منها القديمة والجديدة، من مجموع حصة الولاية المقدرة بمليون و400 ألف كتاب، على أن تنتهي العملية يوم الأحد المقبل على أقصى تقدير، حسبما أكده السيد جمال بن صديق رئيس المركز الجهوي للمطبوعات المدرسية غرب، والتي تغطي 298 مدرسة ابتدائية و89 إكمالية و36 ثانوية، وتضم دوائر وهران، السانية وبوتليليس. وقد انطلقت العملية في شهر جويلية الفارط عبر المؤسسات التربوية المتواجدة بالبلديات البعيدة، مثل عين الترك، مسرغين، بوصفر، بوتليليس، ثم تلتها المتواجدة منها ببلدية وهران، حيث مست 28 عنوانا في الجيل الأول والثاني من بين 33 عنوانا. كما أكد السيد بن صديق على وفرة الكتاب المدرسي لتغطية الولاية، حيث تسلم أغلب العناوين المدرسية التي أشرفت عليها وزارة التربية بالنسبة للكتب الجديدة، بما فيها الخاصة بالجيل الثاني للسنة الثالثة ابتدائي والرابعة ابتدائي والثانية متوسط والثالثة متوسط، باسثتناء خمسة عناوين، ويتعلق الأمر بعنوان واحد في مادتي التاريخ والجغرافيا بالنسبة للسنة الرابعة ابتدائي، وفي مادتي القراءة والرياضيات بالنسبة للسنة الثانية متوسط، حيث مازالت العملية متواصلة إلى غاية استلام جميع الكتب الناقصة وتوزيعها مباشرة. كما وضع المركز تحت تصرف الأولياء، معرضا لبيع الكتاب المدرسي على مستوى الساحة العمومية ببلدية أرزيو، افتتح أول أمس، و19 مكتبة أخرى موزعة عبر تراب الولاية توفر الكتب المدرسية بنفس الأسعار الموجودة بالمؤسسات التربوية، فيما يفتح مركز المطبوعات المدرسية غرب بحي يغموراسن أبوابه للمواطنين يوم الأحد المقبل للغرض ذاته، قصد قطع الطريق على بعض التجار الذين يعرضون الكتب المدرسية في السوق الموازية بأسعار مرتفعة. يذكر أن المركز الثاني للتوزيع والتوثيق التربوي وهران شرق يقع ببلدية حاسي بونيف، ويغطي المؤسسات التربوية الواقعة بالبلديات الشرقية للولاية. ❊ خ.نافع