تحدّث رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي موسى علال بوثلجة،عن استراتيجية العمل المتبعة في تسيير البلدية التي عرفت نجاحا ملحوظا في مختلف المجالات، كما وقف عند أهم المحاور التي تعدّ من اهتمامات المواطن، أهمها ملفات الاستفادة من السكن الاجتماعي التي لا زالت عالقة ومشكل الأحواش الذي ينتظر قرارا سياسيا لترحيل العائلات أو تسوية وضعيتهم..علال بوثلجة الذي خصّ «المساء» بهذا الحوار، تحدّث عن انجازات البلدية والنقائص التي تعاني منها وكذا عن مطالب المواطن التي تحتاج لالتفاتة حقيقية للحفاظ على الاستمرارية . ما هي الإستراتيجية التي اعتمدتموها، وانتم على رأس المجلس الشعبي البلدي؟ اعتمدنا على استراتيجية بسيطة مبنية على التوافق في المجلس البلدي المتكوّن من 19 عضوا، لم نبق حبيسي الأغلبية المطلقة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وانفتحنا على الأحزاب الأخرى ونعمل كرجل واحد للنهوض بالبلدية، كما قمنا بفتح قنوات التواصل على مصرعيها مع المواطن والتجاوب مع انشغالاته والتعامل مع انتقاداته ومقترحاته، حيث نعمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطن للمساهمة في رقي الساكنة، وهذه الاستراتيجية مبنية على محاور عدّة تتعلق بالنظافة والمحيط، المدرسة والتمدرس، التنمية المحلية والبنى القاعدية، الشباب، الثقافة والرياضة، الطفل كمصدر للثروة المستقبلية، إضافة إلى تقديم الخدمة العمومية من خلال مصلحة الوثائق البيومترية، وكلّ هذه المنظومة تتماشي مع التوجهات العامة للدولة المبنية على مساهمة البلدية في تحسين مداخيلها لتخفيف الضغط على ميزانية الدولة، وقمنا بإجراءات كبيرة فعلية في هذا الاتجاه، من خلال تثمين أملاك المجلس البلدي وتحيين أسعار الإيجار من خلال مداولات المجلس في هذا الإطار والبحث عن الأوعية العقارية لإنشاء مشاريع استثمارية . ما هي أهم المشاريع المنجزة ؟ قمنا بانجاز مصنع للدقيق خال من الغلوتين، دخل حيز الخدمة في الأيام الفارطة، وسنقوم بإنجاز عيادة طبية وفندق، إلى جانب الاستفادة من عدّة مشاريع ستعطي دفعا ومتنفسا آخر للبلدية، وهناك أيضا مستثمرون خواص وأجانب للمشاركة في عالم الشغل، وهي جوانب يساهم فيها المجلس البلدي من بعيد وقريب بصفة مباشرة وغير مباشرة، حتى في الجانب الفلاحي ساهمنا من خلال تنظيم أوّل معرض في ولاية الجزائر للحمضيات في طبعته الأولى وستكون الثانية بداية 2019، علما أنّ بلديتنا تحتوي على أكبر مساحة فلاحية على مستوى ولاية الجزائر ب 36 ألف هكتار، ألفا هكتار منها مخصّصة للحمضيات وأكثر من 800 فلاح مباشر يساهم في القضاء على البطالة. ماهي الإجراءات الوقائية المتخذة لتفادي الفيضانات؟ بالنسبة لبلدية سيدي موسى، عملية الوقاية من المخاطر والفيضانات، يومية، وتجري على مدار كلّ السنة ولها علاقة بالمهمات الأساسية للمجلس الشعبي البلدي. في فصل الصيف من كل سنة، نخصّص فرقا لتنظيف البالوعات بالتنسيق مع «أسروت» والعملية تجري بالتنظيف اليدوي وعن طريق المضخات، ثم تتواصل عملية الصيانة والكنس في الطرقات وتطهيرها من أوراق الأشجار ومخلفات النفايات التي تنحدر نحو البالوعات وتتسبب في انسدادها، زيادة على كل ما هو متعلق بنقص وعي المواطن. وأشير إلى أنه ما بين كل سلة مهملات وأخرى هناك 25 مترا، ويوجد أكثر من 70 سلة في وسط المدينة للقضاء على الرمي العشوائي للنفايات، كما أننا نطلب في كل سنة من مديرية الري ومؤسسة «سيال» تنظيف الشبكة الرئيسية المزدوجة لتسهيل مرور مياه الأمطار. وأخذت بلدية سيدي موسى على عاتقها جانبا من دراسة شاملة قامت بها مصالح ولاية الجزائر لحماية العاصمة من فيضانات مياه الأمطار في الشطر المتعلق بحي «لهواورة» ببلديتنا 1.7 كلم، وقمنا بتهيئة الخنادق الطبيعية، وتمّ القضاء على 3 نقاط سوداء كانت تشكّل إزعاجا للمواطن، بتكلفة مالية قدرت ب2 مليار سنتيم. العديد من أحياء سيدي موسى، كانت تشتكي غياب التهيئة، ما الجديد في هذا الشأن؟ كان هناك العديد من الأحياء التي تعاني من غياب التهيئة، وتجري العملية بوتيرة جيدة منذ العهدة السابقة، حيث تمّ القضاء على عدّة نقاط سوداء، لكن بالمقابل لا زال هناك مشاكل أخرى تتطلّب التهيئة، وهي مبرمجة خلال العهدة الحالية على سبيل المثال حي «بن صيام» الذي يتوفّر على جميع شبكات الصرف الصحي والغاز والمياه الصالحة للشرب والكهرباء، لكن يحتاج إلى تعبيد الطرقات، إضافة الى حي «الثورة الزراعية» الذي يستلزم التكفل بشبكة الطرقات . هل انتم مرتاحون من الجانب المالي؟ ميزانية البلدية السنوية للتسيير والتجهيز تبقى ضعيفة جدا، ولا تلبي حاجيات المواطنين وقدّرت هذه السنة ب18 مليار سنتيم، وقد تكون نفسها السنة المقبلة، ونقتطع من هذه الميزانية للتجهيز مليار ونصف مليار سنتيم والباقي يوزع على أجور العمال والتسيير من اقتناءات تخصّ العمل اليومي. وعد الوالي، بإعانة البلديات الناجحة، هل استفدتم من دعم إضافي؟ والي العاصمة والوالي المنتدب لسيدي موسى قدّموا لنا الدعم اللازم، الذي ساعدنا في انجاز المشاريع التنموية، خصوصا أساسيات المواطن ويمكننا القول أنّنا من ضمن البلديات الناجحة، بدليل أنّ كلّ المشاريع المسجّلة مجسّدة في الميدان وكلّ الإعانات المالية لا تبقى حبيسة الأدراج. مستوى استهلاك الإعانات المقدمة لنا مرتفع جدا، هناك مشاريع تنتهي في ظرف سنة واحدة ،عدا المشاريع الكبرى التي تستلزم وقتا كبيرا، لكن 90 بالمائة تنجز في آجالها المحددة رغم العراقيل الكبيرة، خصوصا ما يتعلّق بالرقابة القبلية التي تتم عن طريق المراقب المالي والتعقيدات الكبيرة لقانون الصفقات العمومية، الذي يشكل عاملا معطلا لتجسيد المشاريع. الأحواش من بين النقاط السوداء التي تعاني منها البلدية، هل هناك جديد فيما يخصها؟ الأحواش موضوع كان تطرّق له والي العاصمة عبد القادر زوخ في عدة مناسبات، وكأميار كنا في كلّ مرة نذكره به، وبلدية سيدي موسى تحتوي على 800 عائلة تقطن بالأحواش وأشير إلى أنّ الظروف التي يعيشونها صعبة جدا وتستلزم التفاتة وتجاوبا مستعجلا. الاحواش لا تحتوي على شبكة الصرف الصحي ولا المياه الصالحة للشرب ولا الكهرباء ولا الإنارة العمومية والطرقات مهترئة تماما، في انتظار قرار سياسي لترحيل العائلات أو تسوية وضعيتهم . نحن كسلطات محلية، الاحتياجات الأولية للعائلات نقوم بها من تصليح شبكة المياه ومحاولة تعميم الإنارة العمومية وتنظيف قنوات الصرف الصحي، ونجد مشاكل مع مؤسسة «سونلغاز» لتوصيلهم بالكهرباء، لكن نتمنى أن يكون التكفل بأسرع وقت ممكن لتخفيف الضغط، علما أننا نقوم بتهدئة سكان الاحواش في كل مرة لكن لا يمكننا الاستمرار على هذا الوضع الى ما لانهاية . أين وصل وعد الوالي لكم بحصة سكنية إضافية؟ في كل فرصة نذكّر الوالي بهذه الحصة الجديدة للسكنات الاجتماعية، لكن ربما الظروف العامة للملف لم تمكنه من الوفاء بالوعد ولدينا كلّ الثقة في أنّه سيلبي رغبة المواطن بسيدي موسى الذي ينتظر حصته من السكن. وفي حال تخصيص حصة إضافية أعد المواطن بأنها ستوزع بكل شفافية على نفس المنوال الذي وزعت به الحصة الأولى، وكل من لديه الحق سينال مراده . هل تلقيتم طعونا بعد توزيع السكنات؟ كانت هناك طعون تمّت دراستها والتكفل بها من طرف اللجنة الولائية، وتتزايد الملفات، حيث يفوق عددها 3آلاف ملف ونأمل في حصة إضافية لرفع الغبن عن شريحة لا يستهان بها من مواطني البلدية. الضغط المدرسي مشكل قائم والأقسام الجاهزة حل قدمته الولاية، ماهو الواقع بسيدي موسى؟ كرئيس بلدية لم يتم استشارتي في الموضوع، العمل تم على مستوى مديرية التربية التي استندت على الأرقام التي قدمها مدراء المؤسسات التربوية وكذا المفتشون الإداريون والتربويون، حيث وزعت شاليهات جاهزة ولم تستفد بلدية سيدي موسى من العملية رغم أننا سجلنا عجزا بعد أن وصل عدد التلاميذ في القسم الواحد 40. وأشير إلى أنّ بلديتنا تحتوي على 15 ابتدائية، البعض منها تشهد اكتظاظا كبيرا رغم تطبيق الدوامين، ونتوقع ارتفاع العدد السنوات المقبلة، نظرا للمشاريع السكنية التي يتم انجازها وبلوغ سن التمدرس بالنسبة للأطفال، علما أن هناك مدرستين بحي الزواوي ومدرسة بحي الدهيمات وأخرى بحي الرايس والشهيد «علي طاجين» ومدرسة الحي الجديد «محمد لعقاب» تعاني الاكتظاظ. هل هناك حلول استعجالية؟ نفكر في انجاز أقسام إضافية بالمدارس التي تتوفّر على الأرضية أو بناء مجمّعات مدرسية جديدة وفق الخريطة التربوية وعدد التلاميذ، علما أن بمتوسطتي الزواوي والرايس عدد هائل من التلاميذ، وكلّ متوسطة تحتوي على ألف تلميذ. هناك سوق وحيد بسيدي موسى، هل فكرتم في أسواق أخرى؟ فقدت بلديتنا الجانب التجاري خلال العشرية السوداء، لم نتمكّن من استرجاع حيويتها، لدينا سوق خضر وفواكه ب 30 طاولة تشتغل من مجموع 80، ووزعت الطاولات سنة 2011 بطريقة غير عادية. أما بالنسبة للسوق المغطى، فقمنا بإلغاء المداولة بسبب عزوف التجار عن العمل وأرسلنا اعذارات لهم وأطلقنا مزايدة جديدة لإيجاره، يحتوي على 71 طاولة، وأشير هنا إلى أنّنا قمنا بفتح سوقين جواريين بحيي الزواوي والرايس وتم توزيع عدد الطاولات على التجار بقرارات استفادة لكن يبقى التجاوب قليلا . هل توجد مشاريع لها علاقة بالرياضة والترفيه؟ عرفت البلدية قفزة كبيرة خلال العهدة الفارطة في مجال الرياضة، من خلال انجاز 7 ملاعب جوارية ولا زال هناك ملعبان سيتم تهيئتهما بالعشب الاصطناعي مثل الملاعب الأخرى، وانطلقنا في انجاز ملعب جواري بحي الدهيمات الذي يضم 6 آلاف سكن تلبية لرغبة الشباب، وبلغت أشغال الانجاز نسبة 20 بالمائة، وهناك أيضا مشروع ملعب آخر بحي «نزالي» ونحن بصدد إتمام إجراءات اختيار الأرضية . بالنسبة لدور الشباب، هناك اثنتان في الخدمة، أما المساحات الخضراء نحن بصدد انجاز 2، إضافة إلى المساحات الأخرى وهذا بكل من حيي 300 مسكنا و»بوقرة 2» في إطار التهيئة الشاملة.