* email * facebook * twitter * linkedin كشف السيد فاروق بوقندورة، طبيب نفساني عيادي في الصحة العمومية، من خلال حديثه مع "المساء"، عن تسجيل خلال الفترة الممتدة من سنة 2015 إلى غاية الثلاثي الثالث من السنة الجارية، على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية لمدينة سكيكدة، 105 محاولات انتحار، منها 34 محاولة في الثلاثي الثالث من السنة الجارية. حسب الأخصائي، تبقى الظاهرة في تزايد كبير بسكيكدة، مرجعا تفاقمها إلى عدة أسباب، كالقلق والاكتئاب، إلى جانب الأمراض العقلية والنفسية، إضافة إلى عامل الفقر والبطالة وتدني المستوى المعيشي وضعف الوازع الديني، أما عند المراهقين، خاصة المتمدرسين، فقد قال محدثنا، إن العديد من الطلبة والتلاميذ يقدمون على محاولة الانتحار قبل ظهور نتائج الامتحانات، هروبا من الفشل أو عقاب الوالدين. مشيرا في نفس السياق، إلى أن الضغوط النفسية تعد من بين الأسباب المباشرة التي تدفع المراهق أو الراشد والبالغ إلى محاولة الانتحار، بالخصوص عندما يفقدون السيطرة في التحكم على أنفسهم أمام الضغوط الكبيرة التي تواجههم، ناهيك عن وجود أفكار سلبية تغدي الفكر الانتحاري. عن عملية التكفل بهذه الحالات، أشار الدكتور إلى أنهم وبمجرد الوصول إلى المستشفى، يتم التكفل بهم طبيا ونفسيا من قبل المختصين، وتستمر عملية التكفل النفسي حتى عند خروجهم منه. من جهتها، أكدت السيدة أمينة بومود، أخصائية نفسانية بالمستشفى العمومي، في معرض حديثها، أن القلق العصبي هو البوابة الرئيسية التي تقود إلى الاكتئاب، ومن ثمة تُدخل صاحبها في حالة من حالات الانتحار، مشيرة إلى أنه من بين أسباب القلق، الضغوط التي يصادفها الإنسان في حياته، إضافة إلى وجود أفكار مكبوتة. من جهتها، شددت الدكتورة وحيدة لعور، خبيرة نفسانية معتمدة لدى المحاكم والمجالس القضائية، ومنسقة رئيسية للصحة العمومية بالمؤسسة الجوارية للصحة العمومية بسيدي مزغيش، خلال دردشة جمعتها مع "المساء"، على ضرورة إيلاء أهمية كبيرة لموضوع الانتحار، مع تسليط الضوء على مدى جاهزية الأولياء لتحمل الدور التربوي داخل الأسرة، مؤكدة على ضرورة تكوين الوالدين قبل الزواج، حتى يتسنى لهما القيام بدورهما النفسي والتربوي على أحسن وجه. ركزت الدكتورة لعور على أهمية تأهيل الأشخاص أولا قبل الزواج لتمكينهم من تحمل مسؤولياتهم كاملة، وبعدها عند الزواج حتى يتمكنوا عند الإنجاب من تربية أبنائهم تربية متماسكة. رافعت الدكتورة لعور في معرض حديثها، من أجل تبني برنامج أسري إجتماعي تشارك فيه كل من وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي، يتم خلاله تسطير برنامج يهتم بقضية تأهيل الأمومة، وتأهيل الزواج، على غرار ما هو موجود في العديد من الدول في العالم بالخصوص، كما قالت، وإن مجتمعنا يعيش إشكالات اجتماعية ونفسية متعددة تتطلب حلولا ناجعة ومستعجلة. للإشارة، احتضن المعهد الوطني للتكوين العالي في شبه الطبي بسكيكدة مؤخرا، أشغال اليوم الدراسي والإعلامي حول الانتحار والصحة العمومية، شارك فيه مختصون نفسانيون وأطباء، وتم التطرق للعديد من المواضيع حول الضغوط النفسية المدركة وعلاقتها بالمحاولات الانتحارية، إلى جانب أساليب التنشئة الأسرية وأثرها على الصحة النفسية للطفل، وسلوك التعلق وعلاقته بالانتحار، ومواضيع أخرى حول الصحة النفسية والسلوك الانتحاري، والسلوك الانتحاري عند المدمن. حسب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، تسجل الجزائر سنويا أكثر من 1100 حالة انتحار، جلهم من الشباب والمراهقين، فيما أحصت وزارة الصحة والسكان بين 500 و600 حالة انتحار سنويا في الجزائر.