حذرت حفيظة بن سعدون، مختصة في التغذية، من جفاف الجسم الذي قد يتسبب فيه قلة شرب الماء خلال فصل الشتاء، مشيرة إلى أن العديد من الأفراد يغفلون عن هذا السلوك خلال انخفاض درجات الحرارة، لعدم شعورهم بالعطش، مما يجعلهم يعتقدون أن أجسامهم لا حاجة لها للماء، الأمر الذي قد يتسبب لهم في أمراض عديدة، على رأسها الجفاف، بالتالي إصابة الأعضاء بمضاعفات خطيرة. قالت المتحدثة أن الرغبة في شرب الماء تصل إلى ذروتها خلال فصل الصيف، وهذا طبيعي، نظرا لارتفاع درجة حرارة الجو، والتعرق الذي يعطي رغبة مستمرة في ترطيب الحلق والجسم للشعور بالانتعاش، إلا أن هذه الرغبة تقل خلال فصل الشتاء، لتنعدم تماما لدى بعض الأفراد، لاسيما كبار السن، الذين تتراجع لديهم بعض الحواس، لاسيما الشعور بالعطش، وهو ما قد يهدد صحتهم وحياتهم. أضافت المختصة أن أهمية الإكثار من شرب الماء في فصل الشتاء، هي بنفس الأهمية خلال موسم الحر، فحاجة الجسم إلى الترطيب مستمرة ولا تختفي بانخفاض درجات الحرارة، كما يعتقد البعض، وشرب الماء له علاقة بتعديل درجة حرارة الجسم، وفق الحرارة الآمنة، التي تجعل الأعضاء تعمل وفق مستويات من الحرارة المعتدلة، تضيف المتحدثة في هذا الشأن؛ "ففي فصل الشتاء، تزداد سبل التدفئة، كاستعمال المدافئ، أو ارتداء كم كبير من الملابس أو غير ذلك، مما يجعل الجسم بحاجة إلى ترطيب". أرجعت الأخصائية، إرهاق وخمول البعض خلال فصل الشتاء، إلى ضعف السوائل في الجسم، بسبب قلة شرب الماء، واعتماد الخضر والفواكه الموسمية الغنية بالسوائل، وهذا ما يعيق الجسم عن العمل بشكل طبيعي، الأمر الذي قد يكون سببا وراء الإصابة ببعض الأمراض الموسمية، كالأنفلونزا. كما أن تزويد الجسم بالماء بالكميات الضرورية، يعمل على تحفيز عمليتي الأيض والحرق اللتين تساعدان بالتالي على الاستفادة أكثر من منافع الأكل الذي نتناوله والفيتامينات التي تحتويها. في نفس الصدد، قالت حفيظة بن سعدون، إن شرب الماء سلوك لابد أن يتم على مدار السنة، وبالكميات الضرورية التي تسمح بترطيب الجسم، حقيقة تتغير تلك النسبة بين المواسم، لكن لابد أن تتم دائما وفق كميات كافية، فالسوائل، تضيف المتحدثة، لها دور في طرد السموم من الجسم، بالتالي تقوية مناعته.
