سمحت منافسات بطولة العالم الافتراضية للكونغ فو ووشو للشباب (أساليب) التي جرت مؤخرا ببكين (الصين) والتي شاركت فيها عناصر المنتخب الوطني مباشرة من القاعة متعددة الرياضات ببوزريعة، سمحت بتقييم المستوى الفني لهذه الفئة في أجواء بعيدة عن الضغط؛ استعدادا للألعاب الأولمبية للشباب المرتقبة بالسينغال 2023، حسبما أكد رئيس الاتحادية للاختصاص يحي بذور. وفي هذا الشأن، أوضح رئيس الهيئة الفيدرالية عقب اختتام مونديال بكين (الصين) للأساليب عن بعد، قائلا: "المسابقة التي افتك فيها المنتخب الوطني 24 ميدالية منها 4 ذهبيات و12 فضية و8 برونزيات.. سمحت لنا بتقييم مستوى رياضيينا المنتمين لفئات الأصاغر والأشبال والأواسط، ووضعهم على المحك، في أجواء بعيدة عن الضغط؛ استعدادا للألعاب الأولمبية للشباب المقررة بالسنيغال عام 2023". وسعت الاتحادية من وراء إشراك الشباب في مونديال الصين، للوقوف على مستواهم، وإعطائهم فرصة للبروز وإثبات إمكانياتهم؛ بهدف ضمان خلف في المستوى، وهو ما أكده يحي بذور قائلا: "فئة الأكابر لا يمكنها، حاليا، مجاراة المستوى العالمي المرموق... فكان لزاما علينا ضمان الخلف بانتهاز فرصة هذا المونديال الذي شارك فيه حوالي 1000 رياضي يمثلون 61 بلدا... ولاحظنا أن عناصرنا المشاركين يتمتعون بإمكانيات ومهارات جيدة، وستكون لهم كلمتهم مستقبلا في هذا الاختصاص، الذي أُدرج، رسميا، في أولمبياد الشباب المقبلة 2023". وتابع:" فن الأساليب في رياضة الووشو أو الاستعراض التقليدي (بدون منافس مباشر)، يحتاج إلى مرونة ومهارة عاليتين، ينبغي أن يتعود عليهما الرياضي جيدا منذ ريعان شبابه". وبالعودة إلى التحضيرات التي عكفت عليها الاتحادية الجزائرية للكونغ فو ووشو قبل شروع منتخب الشباب في تقديم الاستعراضات (الأساليب أو الطاولو) أمام لجنة التحكيم في مونديال الصين عن بعد، أبدى بذور، أسفه للظروف التي جرت فيها التحضيرات قبل انطلاق الموعد العالمي على المباشر. وأوضح قائلا: "لقد بحثنا على قاعة بالمقاييس التي يطلبها الاتحاد الدولي للووشو (مثل الإضاءة، وتقليل الأصوات الخارجية وغير ذلك)، وهو ما دفعنا إلى إيجاد حلول ترقيعية؛ من أجل ضمان مشاركة عناصرنا في المونديال". نتائج مشرّفة للووشو دوليا منذ 2018.. بالعودة إلى المستوى الذي بلغته رياضة الووشو ومدى تطورها بالجزائر، ذكر رئيس الهيئة الفيدرالية أنه عرف تطورا ملحوظا داخل الوطن منذ سنة 2018، "ونجحنا في وضعها، مع الوقت، في الطريق الصحيح بفضل مجهودات الجميع. وابتداء من هنا، بدأ المنتخب الوطني للكونغ فو ووشو يكسب سمعة مرموقة على كل المستويات، فتُوج لأول مرة في تاريخ الجزائر، باللقب العربي عام 2018 بالمغرب، وسنة بعدها بكأس إفريقيا بتونس.. كما نلنا مرتبة ثامنة في مونديال الصين 2018، وهو أحسن ترتيب يحرزه الووشو منذ نشأته في الجزائر". وعلاوة على ذلك حضر ممثلو الجزائر في كل الدورات الدولية للاتحاد الدولي منذ سنة 2018 إلى يومنا هذا، جميع المنافسات العالمية في الأساليب (التقليدي)، مثل بطولات العالم اليونغ شان (3 ذهبيات)، والووشو التقليدي (ذهبية و5 برونزيات)، والتايشي (فضيتان). تكوين المدربين لمجاراة المستوى العالمي بخصوص مستوى المدربين ومدى إلمامهم بالمعارف والتقنيات الحديثة للكونغ فو ووشو، أشار المسؤول: "في إطار استغلال كفاءات هذه الرياضة على المستوى الوطني، فتحنا باب الترشح للراغبين في التأطير؛ سعيا منا لتوسيع دائرة مدربي الفريق الوطني.. فكان لدينا مدرب واحد في الصاندا (منازلات)، وآخر في الأساليب (كاتا أو الطاولو)، وهما سماعيل بن خرشي وبلال بلودنين، اللذان يمتلكان خبرة كبيرة في الاختصاص، ومع هذا أدمجنا معهما مدربين مساعدين جددا". ولم تتوقف الاتحادية عند هذا الحد، بل فتحت المجال عبر كل الرابطات، لكل رياضي يرغب في مزاولة مهنة التدريب على مستوى المنتخبات. وقال رئيس الاتحادية للكونغ فو ووشو: "شرعنا في تكوين 10 مدربين يفتقدون إلى شهادات في المجال، وذلك عبر متابعة الدراسة على مستوى معاهد للرياضة بقسنطينة والعاصمة وغيرها من المعاهد، لحيازة شهادة مربٍّ درجة 2''، مضيفا: "هذه المجموعة بدأ أفرداها ينشطون كمساعدين للمدربين الرئيسين ريثما ينالون شهادتهم.. فهدفنا مستقبلا هو مواصلة تكوين المدربين حتى نخلق جوا من التنافس بينهم في مجال تأطير الفرق الوطنية (جميع الأصناف)". وتجدر الإشارة إلى أن الاتحادية الجزائرية للكونغ فو ووشو، تحصي 30 ألف إجازة رياضي، فيما يصل عدد ممارسي هذه الرياضية القتالية، إلى حوالي 80 ألف ممارس.