❊ عرس ثقافي كبير يسمح بالتقرب من الطلبة والقراء ❊ فرصة للعودة واللقاء المفيد بعد عامين من الغياب ❊ تعطش لدى القراء والزوار للكتاب بعد وضع استثنائي عاد معرض الجزائر الدولي للكتاب، في حلّة استثنائية عكست الرغبة في الرقي به إلى مصاف أفضل معارض الكتاب الدولية، بعد أن بات أكثر استقطابا للعارضين والزوّار، وهو ما عملت عليه السلطات العليا للبلاد، من خلال وضع عدة تدابير كللت بقراّر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إعفاء كل دور النشر الجزائرية من تكاليف كراء الأجنحة لتمكينها من المشاركة في هذا الصالون بكلّ أريحية. وتحدثت "المساء" بالمناسبة إلى عدد من ممثلي دور النشر الذين أجمعوا على رفع التحدي وإنجاح هذه الدورة التي تأتي بعد انقطاع دام عامين كانا صعبين على صناعة الكتاب. وأكدت السيدة لمياء حماش، مديرة النشر بمؤسسة "أناب"، على أنّ المؤسّسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، تعمل على رفع الرهان من خلال منشورات تريدها راقية شكلا ومضمونا، وبقناعة أن اختيار النصوص الجيدة يبقى من بين الأهداف الكبرى للمؤسسة، ومنه التعاقد مع أقلام معروفة وأخرى واعدة مع إعطاء الأهمية للصور المنتقاة وتلبية رغبة القارئ من خلال تنويع المواضيع، فضلا عن تثمين الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية. وأضافت أنه من الضروري تعويد أطفالنا وتنشئتهم على النظرة الإيجابية للتاريخ من باب تحسيسهم بالانتماء والاعتزاز بالتاريخ والافتخار بأمجاد أسلافنا. واستحسنت السيدة يمينة شنوف، المديرة العامة لديوان المطبوعات الجامعية، من جهتها عودة صالون الجزائر الدولي للكتاب، وقالت إنه " عرس ثقافي كبير يسمح بالتقرب من الطلبة والقرّاء، وترك بصمة في مثل هذه المناسبات ما يسمح بجلب متعاملين". مشيرة إلى اقتراح عناوين جديدة رغم الأزمة التي حاول الديوان التعامل معها ب50 إصدارا رافعا شعار "بصمة على درب النّجاح". أما السيدة ياسمينة بلقاسم، ممثلة "منشورات الشهاب"، فأكّدت أنّ عودة الصالون بعد عامين "شيء جميل، فهو الحدث الثقافي الأكبر في الجزائر، ومن المفيد عودته في زمن استثنائي لأنه يسمح بالتقاء الناشرين والقرّاء والشركاء الأجانب وهو ما لم نقم به منذ عامين، ولم تخف السيدة بلقاسم، تفاؤلها قائلة "من الجيد الالتقاء ولما لا إعادة بعث النقاش حول صناعة الكتاب وتقديم الحلول والبدائل". وهي نفس القناعة التي أكدت عليها السيدة أنيسة أمزيان، ممثلة دار "القصبة" التي أوضحت في حديثها إلى "المساء" أن "سيلا 2022" فرصة كبيرة للعودة واللقاء الجميل مع القرّاء بعد عامين من الغياب، معبّرة عن أملها في أن تكلل هذه الدورة بالنجاح وتجدد وصال الجمهور مع الكتاب. أما السيد فاضل حسين، مسؤول جناح هيئة الشارقة للكتاب، فقال "سعداء بالتواجد في الجزائر، ونحن من المعتادين على معرضها للكتاب الذي يعّد مناسبة جميلة وعودة للوضع الطبيعي والثقافي بعد عامين من القطيعة"، وأشار إلى وجود تعطش كبير لدى القرّاء والزوّار للكتاب بعد وضع استثنائي، وأضاف أن تواجد الهيئة هدفه الالتقاء بالناشرين الجزائريين ومد الجسور ليتواجدوا في معرض الشارقة، قصد التعريف بالثقافة الجزائرية في الخليج، كاشفا عن تنظيم صالون أدبي يومي 28 و29 مارس الجاري، يجمع مبدعين جزائريين وإماراتيين ويعكس الصورة المتكاملة للإبداع الجزائري. للتذكير تعدّ نقطة غلاء تكاليف كراء الأجنحة في الصالون الدولي للكتاب، من النقاط التي ركز عليها عدد من الناشرين، والمنظمة الوطنية لناشري الكتب للمطالبة بتأجيل تنظيم المعرض إلى تاريخه القار "نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر"، رغم إقرار عدد من التسهيلات ليأتي تدخل السيد رئيس الجمهورية، الذي استحسنه كل الناشرين لإعفاء النّاشرين الجزائريين من تكاليف كراء الأجنحة، تأكيدا منه على مرافقة المواعيد الجادة ومساندة الناشرين في مواجهة تداعيات "كورونا". وما الصالون الدولي للكتاب سوى سانحة تؤكّد المرافقة الدائمة للدولة لأهل الاختصاص، حرصا منها على ترقية وتطوير الإنتاج الثقافي لاسيما الكتاب تشجيعا للمقروئية، وتجسيدا "لرغبة السيد الرئيس، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتكزة على بناء الإنسان، وصناعة وعي جديد يضمن قيم المواطنة والعدالة الثقافية ويرسخ الهوية الحضارية للشعب الجزائري".