دعا الأمين العام الاممي، انطونيو غوتيريس، أمس، إلى استئناف المسار الانتخابي في ليبيا الذي يجمع الليبيين ومعهم الأممالمتحدة بقناعة أنه يبقى السبيل الوحيد لإخراج هذا البلد من أزمته المستمرة منذ اكثر من عقد. وجاءت دعوة الأمين العام الأممي، ضمن تقرير قدمه مؤخرا لأعضاء مجلس الأمن الدولي، شدّد فيه على أن المسار الانتخابي في ليبيا أصبح أكثر من أي وقت مضى ضرورة سياسية" لاحتواء الوضع المتأزم في هذا البلد وفي اسرع وقت ممكن. وحمل غوتيريس، المؤسسات والقادة السياسيين الليبيين مسؤولية مباشرة لاستئناف العملية السياسية وتمكين أكثر من 2,8 مليون ناخب ليبي مسجلين من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 24 ديسمبر الماضي والتي "أجهضت" في آخر لحظة. وهو ما جعل المسؤول الأول عن المنظمة الأممية يشدد على أن الفرقاء الليبيين مطالبين "بالزام أنفسهم ومن دون أي لبس لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وذات مصداقية وشاملة في أسرع وقت ممكن على أساس قاعدة دستورية وقانونية متفق عليها". وأكد الأمين العام الأممي، أن وقف إطلاق النار المتوصل إليه في أكتوبر 2020 في إطار الحوار السياسي الليبي الذي رعته الأممالمتحدة، ولكنه دعا "كل الفاعلين للامتناع عن القيام بالفعل الاحادي الجانب الذي قد يساهم في تعميق الخلافات القائمة ويفجر نزاعات ويهدد التطور والمكاسب المحققة باتجاه الاستقرار الذي تم تحقيقه خلال العامين الأخيرين". وطالب غوتيريس بخصوص شق الأزمة الاقتصادي ب«تفادي الأنشطة التي تؤدي إلى اختلالات في الإنتاج النفطي التي يعتمد عليها سبل عيش جميع الليبيين" وضمان دفع الأجور. وتأتي دعوة الأمين العام الاممي في وقت لا تزال هوة الخلاف قائمة بين الفرقاء الليبيين وخاصة بين برلمان طبرق الموالي للجنرال المتقاعد خليفة حفتر والذي نصب حكومة جديدة برئاسة وزير الداخلية الأسبق، فتحي باشاغا، وبين السلطة المؤقتة في طرابلس وفي قدمتها حكومة الوحدة الوطنية بقيادة، عبد الحميد الدبيبة، التي ترفض التخلي عن مهامها الا لحكومة ينتخبها الشعب.
