أشار الدكتور"عطا بركات" في محاضرة ألقاها نهاية الأسبوع المنصرم بقاعة "محمد التوري" بالبليدة بعنوان "كيف نصنع عبقرية الطفل؟" أنّ اكتشاف مهارات الطفل وقدراته التي تعد عاملا أساسيا في صناعة عبقريته، هي بمثابة مشكلة تؤرق الوالدين، وقال الدكتور بركات في محاضرته أنه بالإمكان تقوية أو تحطيم شخصية الطفل قبل سن السادسة كونه يولد ببذرة التميّز فإن رعى الوالدان هذه البذرة فإنهما يتمكنان من تطوير نقطة التميز لتصل إلى الإحتراف· وفي السياق، أكد المحاضر على ضرورة البحث عن قدرات الطفل وتنميتها حتى يصنع منه عبقريا، بدءا بفهمه جيدا ومعرفة حاجاته ولغته وإشاراته، وتفهم عقليته يطرح مجموعة من الأسئلة نحو: ماذا لو فهمنا كيف يفكر الطفل؟ كيف يتحرك؟ ومنه نستطيع التعامل معه كما يمكننا غرس الطموح التعلمي داخله وخلق الثقة في ذاته، وبالتالي تنمية مهارات تفكيره وقدراته العقلية مع الحث على غرس القيم الإيجابية عند الطفل· وكشف الدكتور بركات عشرة بوابات للدخول إلى عالم الطفل الذي يعرفه على أنه كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة والعقاب هو الوسيلة لتقويمه، ويذكر المحاضر أن الواجب عند الطفل يتحقق عبر اللذة وليس الألم، فعناد الطفل ليس للمخالفة ولكن للاستقلالية والإحساس بالذاتية، كما يجب الفصل بين سلوكه وشخصيته والإدراك أن لكل سلوك نية إيجابية· وحتى لا يُخلق للطفل مشاكل نفسية لابد من إطلاعه على الأمور بالتدريج والراحة، مثل عملية الفطام التي تتم فجأة مما قد يجعله منطويا على نفسه· أما الفضاء عند الطفل، يضيف المحاضر، فهو مجال للتفكيك (المعرفة) وليس للتركيب (التوظيف)، كظاهرة تفكيك اللعبة والتي ينتهي بكسرها ساعة عدم قدرته على تركيبها، وهنا رغباته مشروعة ولكن المشكلة تكمن في كيفية التعبير عنها، وحتى يفهمنا هذا الطفل لابد لنا أن نفهمه أولا، ولكي يستمع لنا لابد أن ننصت له نصف ساعة على الأقل، وأن نعامله بمثل ما يجب أن يعاملنا هو به، وعلى قدر ما نعطي له نأخذ منه، وهي التصرفات التي تخلق له الإتزان النفسي· جدير بالإشارة أن مشاكل الطفل تتلخص في إشباع احتياجاته وأن نشعره بالأمان نحيطه بالرعاية والاهتمام والحب· والملفت للانتباه أن هذه المحاضرة المنظمة من طرف مركز "صناع الحياة" قد تركت ارتياحا كبيرا في نفوس الآباء والأمهات ممن حضروها حيث كشفت لهم الكثير من خبايا الطفل وأسراره وكانت بمثابة الحافز لاكتشاف نقطة تميز الطفل لنصنع منه عبقريا·