أشاد الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، أمس بدودوما ب«الموقف المبدئي الراسخ"، الذي تبنته تنزانيا والمساند لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير منذ اندلاع الكفاح التحرري ضد إسبانيا والمغرب واحتلالهما لأجزاء من تراب الصحراء الغربية، العضو المؤسّس في الاتحاد الإفريقي. وأبرز الرئيس الصحراوي، أمام المشاركين في أشغال المؤتمر العاشر لحزب الثورة التنزاني "تشاما تشا بيندوزي" الذي تتختم أشغاله اليوم، أن مواقف تنزانيا "المبدئية والمحترمة" تنطلق من قناعة راسخة بأن التساهل مع أي عمل غير مسؤول يعد "جريمة في حق إفريقيا، كونه يؤسّس لتقويض الأسس التي قام عليها الاتحاد، ومن ثمّ، السعي لتدمير هذا الصرح القاري من الداخل، في استخفاف واحتقار، تجاه شعوب القارة وتضحياتها الجسام". وتوقف الرئيس غالي عند "العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين حزب الثورة التنزاني وجبهة البوليزاريو"، لافتا إلى أنهما "يشتركان معا ومع كل حركات التحرر والأحزاب التقدمية الإفريقية المبادئ والأهداف السامية نفسها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل من أجل وحدة شعوب إفريقيا وتحرير القارة من كل مظاهر ومخلفات الاستعمار وتكثيف الجهود من أجل النهوض بالعمل الإفريقي المشترك...". ووجّه الأمين العام لجبهة البوليزاريو، شكره باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية وباسم جبهة البوليزاريو، إلى رئيسة تنزانيا، سامية صولوحو، ولقيادة حزب الثورة التنزاني وإطاراته ومنتسبيه، على "موقف تنزانيا المبدئي والمحترم المدافع عن حق شعبنا الثابت في ممارسة تقرير المصير، واستكمال السيادة على كامل وطنه المستقل، وبالتالي، تصفية آخر مظاهر الاستعمار في إفريقيا". واستذكر بالمناسبة، تضحيات تنزانيا وشعبها بقيادة حزب الثورة ومعاناتها جراء حصار اقتصادي ظالم بسبب مساندتها ومؤازرتها لقوى التحرر في إفريقيا والعالم، مشيرا إلى أنه، وعلى الرغم من كل ذلك، فإن الأمر "لم يثنها عن التمسك بالدفاع عن المبادئ الإنسانية السامية التي تؤكد على حقوق الشعوب في تقرير المصير والديمقراطية والمساواة، وتقر بأن السلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان مبنيا على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر بين الشعوب والأمم وتطبيق الشرعية الدولية ونبذ كل أشكال الظلم والعدوان". ويشارك الرئيس الصحراوي في أشغال مؤتمر الحزب الثوري التنزاني، بعد تلقيه دعوة رسمية من رئيسة الحزب ورئيسة جمهورية تنزانيا الاتحادية، سامية صولوحو، حيث توجه الى دودوما على رأس وفد هام يضم عدة مسؤولين، منهم وزير الخارجية محمد سالم ولد السالك. ويعرف الحزب الثوري التنزاني بمواقفه المتضامنة والمساندة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، والمطالب بإنهاء آخر مستعمرة في القارة السمراء.