رفعت عدة عائلات نداء استغاثة إلى السلطات المعنية؛ من أجل انتشالها من المواقع التي تعيش فيها، والتي أضحت تشكل خطرا على حياة أفرادها، لا سيما مع تهاطل الأمطار الغزيرة التي أغرقت بيوتهم، على غرار ما سُجل بأحياء "البدر"، ووادي أوشايح بباش جراح، وحي سليبة بواد السمار. "المساء" زارت هذه المناطق للوقوف على واقع العائلات التي عبّر ممثلون عنها، عن تخوفهم من انهيار سكناتهم نتيجة الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد منذ أيام. عائلات تجاور الوادي بحي البدر لاحظت "المساء" بحي البدر وجود عائلات تعيش وسط المياه القذرة، والحشرات السامة، والجرذان. وأكد " محمد. م« ممثل عن سكان الحي، أن هذه المعاناة اليومية تعيشها عشرات العائلات، وسط صمت السلطات المحلية التي لا تحرك ساكنا رغم إمطار مصالحها بعشرات الشكاوى والمراسلات المطالبة بإيجاد حل مستعجل لهذه الكارثة. وبالمقابل، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي مسخر نور الدين ل«المساء"، أن ملفات هذه العائلات أودعت على مستوى ولاية الجزائر في انتظار تسلم الحصة المطلوبة من السكن، لترحيلهم. وذكر بعض سكان الحي أنهم طرقوا جميع الأبواب، غير أن الوضع لم يتغير؛ إذ تشير إحدى المراسلات الموجهة إلى الهيئات المحلية، أنهم يعيشون وسط الفضلات، والمياه القذرة، والروائح الكريهة. وأضاف محدثو "المساء" أن الوضع بات مقلقا أكثر، خصوصا بعدما تعرضت مساكنهم لتشققات وانهيارات جزئية، عقب تساقط الأمطار الأخيرة. وبيوت أخرى غرقت في المياه القذرة. كما إن انتشار الجرذان والصراصير بات هاجسا حقيقيا لجل الأسر التي تقطن بجانب الوادي. والأكثر من ذلك، باتت بعض سكناتها مهددة بالسقوط، بعد أن تغلغلت مياه قنوات الصرف الصحي تحت أساسات البنايات. وأكد المشتكون أن صرختهم لم يُستجب لها رغم طرق كل الأبواب إلى يومنا هذا. وأعرب هؤلاء عن أسفهم لعدم تحرك المسؤولين حيال مسألة كان من المفروض أن تحظى بالأولوية القصوى في معالجتها؛ إذ تتعلق بخطر مباشر يهدد الصحة العامة، مشيرين إلى أن الكارثة البيئية نتج عنها انتشار عدة أمراض وبائية. سكان وادي أوشايح حدِّث ولا حرج زيارة "المساء" الثانية كانت لحي وادي أوشايح؛ حيث لم تختلف الصورة عن حي البدر. وتحدثت العائلات عن الخطر الذي يحدق بها، فرغم كل المعاناة والشكاوى التي رُفعت إلى الجهات المحلية، إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية. وقال ممثل عن سكان الحي "إسلام. م"، إن قاطني المنطقة يعيشون الويلات وسط ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها "صعبة"، مؤكدين أن انشغالاتهم لم تؤخذ بعين الاعتبار. وقال أحد السكان بأن هذا الحي شهد سيولا جارفة دخلت إلى البيوت. وباتت العائلات تصارع مياه الأمطار التي أغرقت الحي. كما يعاني الحي، وفق تصريحات المشتكين، من اهتراء الطرقات التي نشأت عنها صعوبات جمة في التنقل، وهو ما لاحظته "المساء"، خاصة مع تهاطل الأمطار؛ لأن كل الحفر والمطبات تتحول إلى أوحال وبرك في انتظار التعبيد. وما زاد من استيائهم الانقطاع المتكرر للمياه بدون سابق إنذار، وغياب القاعات الرياضية، والمساحات الخضراء. وأضاف محدثونا أن الحي يعرف نموذجين من السكنات؛ الأول يتمثل في السكنات التي تم تشييدها على ضفاف الوادي، الذي يشهد، هو الآخر، عملية التهيئة، وهو قيد الإنجاز، والأشغال قائمة. أما الثاني فهو حي القرية المتواجد منذ سنوات والذي يقع فوق نفق واد شايح؛ حيث كشف لنا أحد السكان، أن خطر الوادي يهددهم جراء ارتفاع منسوب مياهه، ناهيك عن الانتشار الرهيب للحشرات الضارة. وعليه يطالب سكان واد أوشايح السلطات المحلية بالنظر إلى أوضاعهم، والتكفل بانشغالاتهم في أقرب وقت، قبل أن تحدث كارثة لا تُحمد عقباها. سكان حي سليبة القصديري يعانون في صمت جددت 55 عائلة بحي سليبة التابع لبلدية وادي السمار بولاية الجزائر يقطنون بيوت الصفيح ولم يستفيدوا من برنامج إعادة الإسكان بالعاصمة الذي انطلق منذ جوان 2014، نداءهم بترحيلهم نحو سكنات اجتماعية لائقة، وانتشالهم من مستنقع القصدير والصفيح، بعدما غرقت بيوتهم بسبب الأمطار التي تهاطلت. وأكد ممثل عن سكان حي "سليبة" القصديري في حديث إلى "المساء"، أن تواجدهم في الحي تجاوز 10 سنوات بدون أن تتحرك السلطات المحلية حيال هذا الوضع. وعبّر المتحدث عن مخاوف العائلات من إقصاء طلبات الحصول على سكن، وعدم حمل مطالبهم التي رفعوها في الاحتجاج الأخير، محمل الجد؛ بترحيلهم في أقرب الآجال الممكنة، خاصة مع التدهور الكبير لسكناتهم القصديرية، وغياب أدنى شروط الحياة فيها، معربا عن تخوف سكان الحي من إقصائهم من عمليات الترحيل القادمة، وبقائهم في تلك البيوت الفوضوية لسنوات أخرى. وأشار المتحدث إلى أن أفراد العائلات المعنية، رفعوا العديد من الشكاوى إلى الجهات المسؤولة، التي أبدت تفهّمها، حسبه، ووعدت بضمهم أي مشروع سكني، وقامت بإحصائهم على مستوى الحي، وسجلت سكناتهم القصديرية، غير أن مصالح إعادة الإسكان لم تقم حسب نفس المتحدث بإدراجهم ضمن قوائم المستفيدين من برامج الترحيل. ووجّه ممثل سكان حي "سليبة"، نداء إلى والي العاصمة رابحي محمد عبد النور، مناشدين إياه التدخل لتحقيق حلم ترحيلهم إلى شقق لائقة، على غرار آلاف العائلات التي رُحّلت ضمن برامج إعادة الإسكان التي باشرتها ولاية الجزائر منذ 2014، مؤكدين أن وضع حيهم يتطلب التفاتة عاجلة؛ لكونه لا يتوفر على أدنى شرط للحياة العادية.