انزلق الوضع فجأة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بالعاصمة الليبية التي شهدت اندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر قوتين أمنيتين تسببت في مقتل شخصين اثنين وإصابة نحو 30 آخرين، إضافة إلى تعليق الحركة الجوية بالمطار المدني الوحيد في طرابلس. واندلعت المواجهات المسلحة في عدة مناطق من الضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس بين ما يعرف ب "اللواء 444" التابع لحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة و«جهاز الردع" لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي. وقال مصدر من وزارة الداخلية الليبية رفض الكشف عن هويته بأن "التوتر الأمني بدأ على إثر اعتقال جهاز الردع لقائد اللواء 444" دون إيضاح أسباب اعتقاله وإذا ما كانت بأمر قضائي أو لا. وعلى إثر هذا الانزلاق الأمني عقلت سلطات مطار معيتيقة الرحلات الجوية باتجاه مدينة مسراتة الواقعة على بعد أكثر من 200 كلم الى شرق طرابلس. كما نقلت الطائرات المركونة بمدرج المطار إلى مطارات مدن أخرى. من جانبها أفادت وسائل إعلام محلية بنشر عربات مدرعة وسيارات عسكرية منذ مساء الاثنين في عدة محاور بشرق وجنوبطرابلس مباشرة بعد اعتقال قائد "اللواء 444"، محمود حمزة، بمطار معيتيقة الواقع في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات جهاز الردع. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو على نطاق واسع تظهر اشتباكات في مناطق في الضواحي الجنوبيةلطرابلس، كما أظهرت مقاطع أخرى انتشارا كثيفا لآليات عسكرية ثقيلة في طريق الشط المؤدي إلى مطار معيتيقة الدولي. وأظهرت بعض الصور تعرّض عدد من المنازل لسقوط قذائف عشوائية في مناطق مختلفة من العاصمة الليبية. وسمع دوي طلقات تحذيرية خاصة باستخدام السلاح الثقيل بمنطقة "عين زارة" الواقعة إلى جنوب شرق طرابلس، إلى جانب سماع ذوي الرصاص في مناطق اخرى قريبة من المطار وجامعة طرابلس التي علقت أيضا الدراسة بها. وأمام هذا التطوّر الخطير، قالت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا بأنها "تتابع بقلق هذه الأحداث وانعكاساتها على المدنيين"، مطالبة ب "التهدئة الفورية والحوار والحفاظ على المكتسبات المحققة في السنوات الأخيرة على المستوى الأمني". وليست هذه المرة الأولى التي تندلع فيها المواجهات المسلحة بين هاتين القوتين، حيث شهدت طرابلس في 28 ماي الماضي اشتباكات استمرت لساعات بين جهاز الردع و«اللواء 444″ على خلفية اعتقال الأول أحد القادة التابعين للواء. ويعد "اللواء 444" الذي يقوده العقيد محمود حمزة ويتبع رئاسة الأركان العامة للجيش في غرب ليبيا، واحداً من أكثر القوى العسكرية تنظيماً وتنتشر معظم قواته جنوب العاصمة، كما تسيطر على مدن بارزة في غرب البلاد وتحديداً ترهونة وبني وليد. وتقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد. أما قوة الردع، وهو جهاز لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة فهوم مستقل عن وزارتي الدفاع والداخلية ويتبع المجلس الرئاسي الليبي ويعد من القوى المسلحة النافذة في طرابلس، حيث تسيطر على معظم وسط وشرق المدينة. وتفرض سيطرة مطلقة على قاعدة معيتيقة العسكرية الجوية التي تضم المطار المدني الوحيد في طرابلس وغرب البلاد.