كرامة المواطن أولوية لدى الرئيس تبون

رفع التحويلات الاجتماعية إلى 2895 مليار دينار في 2024.. الوزير الأول:

❊ 578 مليار دينار لزيادة أجور 2,8 مليون موظف ابتداء من 2024
❊ التحوّل من مقاربة التبرير إلى التكفل السريع بانشغالات المواطن
❊ إجراءات فورية للحد من الاكتظاظ في أقسام المدارس
❊ اقتناء 29 مسرعا جديدا للمعالجة بالأشعة بمراكز مكافحة السرطان
❊ مخابر أجنبية لم تعجبها إجراءات ضبط السوق تسببت في ندرة الأدوية
❊ تعليمات صارمة لضمان مخزون استراتيجي دائم للأدوية
أكد الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، أن الحفاظ على كرامة المواطن وقدرته الشرائية "مسألة حيوية تكتسي أقصى درجات الأهمية" لدى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
أوضح أيمن بن عبد الرحمان، في رده على انشغالات نواب المجلس الشعبي الوطني حول بيان السياسة العامة للحكومة، أول أمس، أن الحفاظ على كرامة المواطن وقدرته الشرائية "خط أحمر"، مشيرا إلى أن ذلك "ما تلتزم الحكومة بتطبيقه، التزاما منها بتوجيهات رئيس الجمهورية وإيمانا منها بأنه الصواب مهما كانت الظروف المالية والاقتصادية للبلاد". وأكد حرص الحكومة على الطابع الاجتماعي للدولة المكرس في بيان أول نوفمبر وفي الدستور، من خلال "وضع المواطن ضمن أولوية الأولويات مهما كانت الظروف"
وتوقف الوزير الأول عند المقاربة التي اعتمدتها الحكومة في مساعيها لدعم القدرة الشرائية وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، مشيرا إلى أن المسعى "يظهر جليا في تطوّر مبلغ التحويلات الاجتماعية المباشرة الذي سيرتفع من 2714 مليار دينار في 2023 إلى 2895 مليار دينار في 2024، أي بزيادة تقدر ب181 مليار دينار، ما يعادل 19.17% من ميزانية الدولة ل2024".
ومن الإجراءات الأخرى، ذكر الوزير الأول بمسألة تثمين الأجور والرواتب للموظفين، بالإضافة إلى معاشات المتقاعدين وكذا رفع أجور الموظفين بقطاع الوظيفة العمومية لفائدة أكثر من 2,8 مليون موظف وعون متعاقد على مدى سنتين بأثر مالي قدره 341 مليار دينار في 2023 و578 مليار دينار ابتداء من سنة 2024. كما تم ضمن المسعى، تخفيف العبء الضريبي بمراجعة سلم الضريبة على الدخل الإجمالي لكل فئات الأجراء بموجب قانون المالية 2022 بأثر مالي قدره 174 مليار دينار، بالإضافة إلى إعفاء من يقل دخلهم عن 30.000 دينار من الضريبة على الدخل الإجمالي.
التحوّل من مقاربة تبرير الوضع إلى التكفل السريع بانشغالات المواطن
وبخصوص العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، أكد الوزير الأول حرص الحكومة على تعزيزها وفق استراتيجية واضحة تعمل عليها منذ أكثر من سنتين، بهدف تعزيز الاستجابة لآليات الرقابة البرلمانية والتقيد بأحكام الدستور والإسهام في تحسين سير هذه الآليات، مشيرا إلى أن الهدف من وراء ذلك هو التحول من مقاربة تبرير الوضع القائم إلى مقاربة التكفل الفعّال والسريع بانشغالات ومطالب المواطنين. وتجسيدا للمسعى، سيتم إنشاء منصة رقمية على مستوى وزارة العلاقات مع البرلمان تربط كل القطاعات الوزارية وديوان الوزير الأول، "بما يضمن العصرنة والفعالية المطلوبة في تسيير هذا الملف". أما فيما يتعلق بالرد على الأسئلة الشفوية، جدّد بن عبد الرحمان التأكيد على استعداد الحكومة لتنفيذ أي إجراء يراه المجلس الشعبي الوطني مناسبا "حتى وإن اقتضى الأمر نزول كل أعضاء الحكومة إلى قبة البرلمان يوم الخميس".
إجراءات فورية للحد من الاكتظاظ في الأقسام
فيما يتعلق بقطاع التربية الوطنية، ذكر بن عبد الرحمان أنه سيتم الإفراج عن القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة التابعة للقطاع، قبل نهاية السنة الجارية، تطبيقا للتعليمة التي أسداها رئيس الجمهورية بمناسبة اجتماع مجلس الوزراء ل12 سبتمبر المنصرم. وبخصوص ظاهرة الاكتظاظ في الاقسام، لفت إلى أن هذه الظاهرة تمس نسبة ضئيلة جدا من المؤسسات التعليمية في بعض الولايات، وهو ناتج عن عدم استلام مشاريع الهياكل المدرسية المسجلة في آجالها المحددة، لاسيما بسبب آثار جائحة كورونا. وذكر في هذا الشأن بالإجراءات المتخذة لوضع حد لهذا الاكتظاظ، على غرار اعتماد حلول مكيفة حسب كل وضعية وإعادة التقسيم الجغرافي للمؤسسات التعليمية مع اللجوء إلى نظام الدوامين الجزئي أو الكلي في المدارس الابتدائية وكذا فتح ملحقات بالمؤسسات المجاورة مع توفير النقل والإطعام للتلاميذ الذين يقطنون بعيدا عن مؤسساتهم.
بخصوص الصحة، أشار بن عبد الرحمان إلى استلام 13 مؤسسة استشفائية جديدة ووضعها حيز الخدمة في 2023. كما تم فتح 61 عيادة متعددة الخدمات و161 قاعة علاج. وأشار إلى أنه "سيتم اقتناء 29 مسرعا جديدا للمعالجة بالأشعة لفائدة مراكز مكافحة السرطان"، تضاف إلى الترسانة التي توجد حاليا، مذكرا بإبرام عقود الصيانة الدائمة مع الشركتين العالميتين المتخصّصتين في المسرعات الخطية من نوع "فاريان " و"إليكتا". كما عرج الوزير الأول على التدابير التي تم اعتمادها لتوفير الأدوية، على غرار أدوية التخدير وبعض الأدوية الموجهة لعلاج مرضى سرطان، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ "عدة إجراءات فورية من أجل توفيرها بتسريع الاجراءات الجمركية، حيث تم استلام بعضها نهاية سبتمبر، فيما ستصل الكمية المتبقية شهر أكتوبر الجاري.
تعليمات صارمة لضمان مخزون استراتيجي دائم للأدوية
وأرجع الوزير الأول أسباب الندرة الحادة لبعض الأدوية، إلى "رد فعل بعض المخابر الأجنبية التي لم تعجبها إجراءات ضبط السوق التي اتخذتها الدولة وتفضيل المنتوج الوطني"، لافتا إلى أنه تم "إسداء تعليمات صارمة في هذا المجال من أجل ضمان مخزون استراتيجي دائم للأدوية على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات وتفعيل الآليات التي تم وضعها لتفادي حالات الندرة".
في ظرف اقتصادي عالمي يتسم بالركود .. الوزير الأول: إنجازات هامة تحققت في ظرف سنة واحدة
أكد الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أن الجزائر حققت إنجازات هامة في ظرف اقتصادي عالمي يتسم بالركود، مشيرا إلى ضرورة مواصلة العمل لبلوغ أهداف التنمية المستدامة.
وفي تصريح للصحافة عقب رده على انشغالات نواب المجلس الشعبي الوطني بخصوص بيان السياسة العامة للحكومة، مساء السبت، أوضح بن عبد الرحمان أن الإنجازات الهامة التي تحققت على مدار سنة تمت بفضل التوجيهات السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وبالرغم من الظرف الاقتصادي العالمي الذي ساده ركود وتراجع ووضع جيو- استراتيجي مضطرب.
وأضاف بأن الجزائر،عرفت كيف تسير شؤونها السياسية والاقتصادية والمالية وهي ماضية في تحقيق هذه النهضة وتنويع مصادر الاقتصاد بإعادة بعث الاستثمار وفق أسس جديدة مبنية على الشفافية وترشيد النفقات العمومية.
وحسب الوزير الأول، فقد سمح عرض بيان السياسة العامة للحكومة، باستعراض كل الإنجازات والمجهودات التي تقوم بها الدولة من أجل تحسين القدرة الشرائية والظروف المعيشية للمواطنين، مؤكدا أهمية المثابرة وبذل المزيد من الجهود .