❊ المراهنة على براغماتية الجزائر في حلّ الأزمات الدولية ❊ إصلاح الهيئة الأممية في إطار القانون ومعالجة بؤر التوتر أكد الخبيران محمد سليم حمادي ومبروك كاهي، أن الثقة والمصداقية التي تتمتع بهما الجزائر لدى الأطراف الدولية، تمكنها من أداء واجبها كاملا على مستوى مجلس الأمن كعضو غير دائم، الذي تباشر مهامها فيه ابتداء من الشهر الجاري، وأضافا أن آمال الدول العربية والافريقية معقودة على دورها من أجل رفع انشغالاتها وحلحلة قضاياها. وقال الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية البروفيسور حمادي، إن الجزائر نجحت في التأكيد على أنها طرف موثوق فيه لحلحلة النزاعات الدولية، بالرغم من أن هناك من يتحرش بأمنها، مشيرا إلى أنها تتمتع بنفس طويل في معالجة القضايا التي تتعلق بالأمن والسلم في المنطقة والعالم. ووصف الخبير براغماتية الجزائر في حلّ هذه المعضلات التي يعيشها العالم، بالعقلانية غير المتوحشة، كونها ليست من الدول التي تطمع من أجل النفوذ، بل تسعى لحماية نفسها في إطار توازنات وفقا للمنظومة الدولية وليس خارجها. وأشار حمادي إلى أن الجزائر طالبت على مدار عقود طويلة إصلاح المنظمة الأممية رغم وجود قوى فاعلة في المنتظم الدولي تصر على ضربه عرض الحائط وتستعمل مجلس الأمن والأممالمتحدة كمنبر لمحاصرة أو تأديب بعض الدول التي تعد في منظورها الاستراتيجي بأنها دول مارقة، فضلا عن حصار وتجويع الشعوب وتمرير مشاريع وقرارات لا تمت بصلة بالقانون الدولي على غرار ما يجري في غزة والصحراء الغربية التي تعرف انسدادا بسبب تعنت بعض الدول الموالية للمخزن وبدعم من الكيان الصهيوني في الدوس على القانون. ويرى الباحث الاستراتيجي أنه من بين أسمى الأهداف التي تسعى الجزائر لتحقيقها خلال عهدتها، التجنيد لإصلاح الهيئة الأممية في إطار القانون، ومعالجة بؤر التوتر في عديد مناطق العالم خاصة وأنها تزخر بمحطات مشرفة ورصيد ثري في هذا المجال، ما يجعلها تحظى بثقة عديد الدول وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتنبع هذه القناعة انطلاقا من أن الجزائر ليس لها مشاكل مع أي دولة باستثناء المخزن الذي يعد حالة استثنائية، فرغم أنها تؤكد مثلا وقوفها إلى جانب فلسطين "ظالمة أو مظلومة"،فإنها تطالب بتطبيق القانون الدولي لتشبثها الدائم بالمؤسسات الدوليةالتي تعد مرجعية لا يجب القفز عليها لحلحلة النزاعات الدولية. من جهته، قال الخبير في الشؤون الدولية الدكتور كاهي مبروك، أنه من أولويات السياسة الخارجية، إشاعة الأمن والسلم الدوليين خاصة في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي تواجه منظمة الاممالمتحدة، سواء كانت في فلسطين أو أوكرانيا أو في مختلف مناطق العالم. وأشار إلى أن الجزائر ستلقي بثقلها في حلّ القضية لفلسطينية عبر إيجاد حل سلمي وعادل للقضية مع الحق المشروع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الحدود المعترف بها دوليا، فضلا عن تمكين الفلسطينيين من العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة. وفي الشأن الإفريقي، أوضح كاهي أن اهتمام الجزائر سيتركز على إعادة الأمن والسلم في منطقة الساحل وتشجيع التنمية عبر جمع عديد التبرعات وحث الشركاء الدوليين للاستثمار في هذه المناطق من أجل تجفيف منابع الإرهاب. وأضاف أن الجزائر ستسعى إلى بناء شراكة حقيقية بين الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة في حلّ عديد المسائل الإفريقية وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية وحث طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو من أجل الدخول في مفاوضات حقيقية دون شروط مسبقة تفضي إلى احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره . كما أشار إلى أن الجزائر طالبت مرارا وتكرارا بإصلاح منظمة الأممالمتحدة وحق إفريقيا في الحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي، فضلا عن إيجاد صيغ أخرى للأمم المتحدة من أجل فرض قراراتها ومبادئها على مختلف الدول، لاسيما في مجال تشجيع الحوار وحلّ الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية والعمل على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وتخفيض نسبة التسلح والتوتر لاسيما بين القوى النووية في العالم .