هكذا عودتنا إدارة مهرجان الفيلم العربي الذي احتضنت وقائعه قاعة السعادة بالنسبة للأفلام الطويلة وقاعة السينماتيك بالنسبة للأفلام القصيرة. وكما جرت العادة، جرى حفل الاختتام بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون حيث تمّ الإعلان الرسمي عن الجوائز التي تم تخصيصها لأحسن فيلم وأحسن مخرج وأحسن ممثل وممثلة، وكذا أحسن مقال نقدي صحفي. ورغم أن إدارة المهرجان أكدت أكثر من مرة على لسان رئيسها السيد حمراوي حبيب شوقي، وهو نفس الكلام الذي قاله رئيس لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الطويلة المخرج الفلسطيني رشيد المشهراوي ورئيسة لجنة الأفلام القصيرة الممثلة اللبنانية مارشليان، أنه مهما كانت احكام لجنة التحكيم فإن ذلك لا ينقص شيئا من قيمة الاعمال السينمائية التي لم تحز على أي جائزة لأنه كما قال رشيد المشهراوي فإنه لو كانت لجنة تحكيم أخرى هي التي قيمت هذه الافلام السينمائية التي اعتبرها كلها رائعة لا يمكن أن يكون الحكم آمرا آخر، لذلك فإنه من الناحية العملية والمنطقية لا يمكن أن يفوز بالجائزة إلا فيلم واحد ونص واحد ومخرج أو ممثل واحد، فكان لابد من الاختيار -حتى ولو كان الأمر صعبا- بشجاعة تفرض النزاهة والصدق والاخذ بعين الاعتبار العديد من المعايير العامة في العمل السينمائي. يذكر بالمناسبة أنه رغم التأكيد في هذه الدورة الثالثة على تخصيص التكريم كله للسينما الفلسطينية تضامنا مع كفاح الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت ارضه و سلبت منه حقوقه وما زال يدافع عن حقوقه بطرقه المختلفة إلا أن هذا الكفاح الذي يعرف كنهه الجزائريون بحق يمكن ان يترجم بعيد من هذا الامر المهم بالنسبة لشعب لا يريد شيئا سوى استعادة حقوقه المغتصبة والعيش الكريم مثله مثل بقية الشعوب على ارضها. من جهة أخرى لابد من التنويه بالعمل الكبير الذي قامت إدارة المهرجان في تحقيق الفرجة من خلال توجيه الدعوة للشاب بلال في تنشيط الحفل الختامي الذي حضره الجمهور الوهراني بكثافة وعاش واحدة من الليالي الملاح في اسبوع تميز بحرارة طقسية وحميمية اللقاءات ما بين الفنانين المشاركين في هذه الدورة التي كانت متميزة في اخفاقاتها ونجاحاتها ولعل الامر سيكون احسن من غيره في دورة جويلية 2010 كما تمنى ذلك رئيس المهرجان في كلمته الختامية وكذا لقائه الاخير مع ممثلي الصحافة العربية والجزائرية.