يحتضن فندق مزفران بزرالدة، فعاليات مهرجان الجزائر لفنون الطهو لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم، والذي تنظمه جمعية "الأفناك الذهبية" للسياحة وفنون الطهو، بمشاركة نخبة من الطهاة، وحضور 150 مشارك من الدول العربية والغربية، إلى جانب عارضين وفاعلين في قطاع الصناعات الغذائية والسياحية. ويندرج هذا الحدث، حسب المنظمين، في إطار تعزيز التراث الغذائي الجزائري، والترويج له على المستويين الوطني والدولي، حيث سيكون الحضور على موعد مع النكهة والذوق والجمال، وفق ما أعلنت عنه رئيسة الجمعية وسيلة بن ناصر في تصريح ل "المساء"، موضحة أن المهرجان يحمل ثقل شعار "نكهات أجدادنا.. إرث أحفادنا"، ومؤكدة السعي من وراء ذلك "للتعريف بالإرث الجزائري الثقيل الذي يُعد فخرا للأجيال". وأكدت بن ناصر في حديثها، أن المهرجان يعرف مشاركة 150 طاه من الدول العربية والغربية، على غرار السعودية، ومصر، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، وتركيا، وروسيا، وبولونيا وإيطاليا؛ بهدف التبادل الثقافي بين هذه البلدان. وأضافت في السياق: "رغم حداثة نشأة الجمعية التي انطلقت في النشاط ابتداء من شهر أكتوبر، إلا أنها شاركت في العديد من النشاطات والندوات. وتحضّر لأكبر مهرجان. وتَقرر أن يصبح سنويا للحفاظ على إرث المطبخ الجزائري. وأوضحت بن ناصر أن المهرجان فرصة هامة لإبراز مقومات التراث الغذائي الجزائري، الغني بتنوعه، وتقاليده الممتدة عبر الأجيال. كما يسعى إلى تنشيط السياحة الغذائية عبر التعريف بالجزائر كوجهة متميزة لعشاق النكهات والموروثات الثقافية، مضيفة أن كل أعضاء الجمعية يسعون من جهتهم، لعرض أجمل إبداعاتهم، وما يحوزه المطبخ الجزائري من نكهة وأصالة، ليتعرف عليها زوار الجزائر. كما ستكون أيام المهرجان، وفق نفس المتحدثة، فرصة للزوار وأهل الاختصاص من المشاركين؛ للتعرف على العادات والتقاليد التي تزخر بها الجزائر حسب كل منطقة، ونكهة أطباقها وتوابلها، علاوة على ما تنتجه الأرض من خضر وفواكه تميز كل منطقة. كما أوضحت بن ناصر أنّ للمرأة الجزائرية دورا كبيرا ورياديا في الحفاظ على الموروث الغذائي الغني والثري والمميز، فالأطباق والحلويات الجزائرية تُعد مفخرة عالمية؛ فذوقها يأسر كل من يتناولها، مردفة: "يُعد المهرجان فرصة ذهبية لتحفيز السيدات والماكثات في البيت، على ولوج عالم ريادة الأعمال عبر تحويل أنشطتهن المنزلية التقليدية، إلى مشاريع اقتصادية واعدة"، مضيفة: "نحن نسعى للتعريف بمبدعات لم يُعرفن من قبل، بل أكثر من هذا، مساعدة المرأة على الإيمان بإمكانياتها، وما يمكنها أن تقدمه لنفسها، ومنه المساهمة في الحياة الاقتصادية". وفي ما يخص أهداف المهرجان قالت بن ناصر إن الحدث مساهم قوي في تعزيز ثقافة الاستهلاك المحلي، من خلال دعم المنتجات الغذائية الجزائرية، وكذا المنتجات الكهرومنزلية المصنّعة محليا، في انسجام مع رؤية وطنية لتقليص التبعية، وتحقيق الاكتفاء. وفي الختام أشارت رئيسة الجمعية الى أن المهرجان يدعو أيضا، إلى ترسيخ ثقافة اقتصاد الطاقة، وكيفية استعمال المبردات والأفران عبر التوجه نحو استعمال التجهيزات والمنتجات التي تحافظ على الطاقة، وتضمن نجاعة بيئية واقتصادية مستدامة.