ترأس والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أول أمس، في إطار التحضيرات الجارية لإنجاح حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي 2024-2025، اجتماعاً موسعاً بمقر الولاية، خصص لأشغال اللجنة الولائية الموسعة المكلفة بمتابعة وتأطير وتقييم الحملة، خاصة وأن تعبئة كل الجهود تمت لإنجاح موسم الحصاد الحالي. وقدمت مديرة المصالح الفلاحية، أشغال اللقاء بعرض شامل، تناول مختلف الاستعدادات الجارية لتأمين السير الحسن للحملة، مؤكدة على أهمية التنسيق بين كل الفاعلين لضمان نجاعة العملية، مشيرة إلى تنصيب اللجنة المحلية لحملة الحصاد والدرس على مستوى المديرية لضبط الجوانب التنظيمية واللوجستية. وفي نفس السياق، ذكّرت المتحدثة بإلزامية احترام تعليمة رئيس الجمهورية المتعلقة بوقف استيراد القمح الصلب بداية من سنة 2025، والتي تقضي بضرورة قيام الفلاحين، لاسيما أولئك الذين استفادوا من دعم الدولة، بتسليم محاصيلهم من الحبوب إلى المخازن الرسمية التابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة. وبعد العرض، قدم الوالي سلسلة من التعليمات الدقيقة، التي من شأنها إنجاح الحملة وتحقيق أهدافها، من بينها ضرورة إعطاء الأولوية لتسخير آلات الحصاد لفائدة منتجي بذور التكثيف، والسهر على توفير جميع الوسائل الضرورية، من معدات وشاحنات النقل لتفادي أي عراقيل، مع تسهيل عملية تسليم الحبوب في أماكن الجمع المحددة. كما دعا إلى تنظيم خرجات ميدانية مشتركة لمتابعة سير العملية بشكل عملي ومباشر، مشددا على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لمكافحة الحرائق، التي قد تمس المحاصيل الكبرى أو المساحات الغابية المجاورة. وفي إطار التوضيحات التقنية، قدم مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة، عرضاً مفصلاً حول الإمكانات المسخّرة لإنجاح حملة الحصاد، بما في ذلك وسائل الإنتاج والنقل ونقاط الجمع المعتمدة، مشيراً إلى أن التعاونية، قامت بتعبئة كافة الموارد المتاحة لتأمين استقبال المحاصيل في ظروف ملائمة. وقد تم تجهيز خمس نقاط رئيسية لجمع الحبوب، موزعة عبر بلديات برحال، الحجار، عين الباردة، بالإضافة إلى مخزنين بمناطق حدودية مع ولاية الطارف، أحدهما بشطيبة مختار والآخر بمخزن الكوس، وجميعها مزودة بموازين جسرية لتسهيل عمليات الاستلام والوزن. وحسب جلاوي، فإن هذا الاجتماع يعكس حرص السلطات الولائية على تجسيد الرؤية الوطنية، الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة الحبوب، عبر تنظيم محكم للعملية الفلاحية، ودعم مباشر للفلاحين، مع تفعيل آليات الرقابة والمتابعة الميدانية لضمان تنفيذ التعليمات وتجاوز كل الصعوبات المحتملة. شارك فيها عشرات المتطوعين أيام تكوينية في الإسعافات الأولية نظمت خلية الإعلام والاتصال لولاية عنابة، في إطار تعزيز القدرات العملية للمسعفين المتطوعين، وتكريس ثقافة الإسعاف والوقاية لدى فئة الشباب، أيامًا تكوينية متخصصة في مجال الإسعافات الأولية، وذلك خلال دورة أفريل 2025. وقد احتضنت وحدة الحماية المدنية، بسيدي عاشور، فعاليات هذه الدورة، التي شهدت مشاركة فعّالة من عشرات المتطوعين من مختلف الفئات. ويهدف هذا البرنامج التكويني، الذي أعدّ بعناية من قبل مختصين تابعين لجهاز الحماية المدنية، إلى تمكين المتطوعين من التحكم في المبادئ الأساسية للإسعاف الأولي، وتمكينهم من التدخل السريع والفعال في حالات الطوارئ، سواء في الحوادث المنزلية، الطرقية أو الكوارث الطبيعية. وتضمن التكوين دروسًا نظرية وأخرى تطبيقية، حيث تم التركيز على الإنعاش القلبي الرئوي، والتعامل مع النزيف، الحروق، حالات الاختناق، والكسور، فضلاً عن كيفية تقديم الدعم النفسي للمصابين في لحظات الأزمة. كما تم تسليط الضوء على أهمية العمل الجماعي، سرعة الاستجابة، واتخاذ القرار السليم تحت الضغط. وأكد القائمون على الدورة، أن هذه المبادرات التكوينية، تدخل ضمن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تكوين مجتمع واعٍ ومؤهّل، يكون فيه المواطن شريكًا فاعلًا في مجابهة الطوارئ، وليس مجرد متفرج. وتعتبر ولاية عنابة، من الولايات الرائدة في هذا المجال، من خلال تنظيمها المستمر لدورات تكوينية وورشات تحسيسية لفائدة شرائح متعددة من المجتمع. وقد عبّر العديد من المشاركين عن رضاهم واستفادتهم من هذا التكوين، مشيرين إلى أهمية هذه المعارف في حياتهم اليومية، ومدى حاجتهم إلى مثل هذه المهارات لمواجهة الحالات الطارئة، سواء داخل منازلهم أو في محيطهم الاجتماعي. يُذكر أن خلية الإعلام والاتصال لمديرية الحماية المدنية بعنابة، لعبت دورًا محوريًا في تنظيم وإنجاح هذه الدورة، من خلال التغطية الإعلامية المستمرة والتنسيق مع مختلف الجهات، وهو ما يعكس التزامها العميق بتعزيز ثقافة الوقاية والسلامة. وتبقى مثل هذه المبادرات شاهدًا على الدور الإنساني النبيل الذي تؤديه الحماية المدنية، والتي لا تكتفي بمهام التدخل والإنقاذ فقط، بل تتعداها إلى نشر الوعي وبناء قدرات مجتمعية قادرة على إنقاذ الأرواح. ...وورشة تكوينية لتعزيز قدرات مواجهة التغيرات المناخية شارك رئيس جمعية أصدقاء البيئة والتنمية المستدامة بالحجار بعنابة، عبد القادر مباركي، نهاية الأسبوع، في إطار تعزيز القدرات المحلية لمواجهة آثار التغيرات المناخية، في ورشة تكوينية جهوية نظمتها وزارة البيئة وجودة الحياة، بالتعاون مع المعهد الوطني للتكوينات البيئية، وذلك في دار البيئة بولاية عنابة. واستهدفت هذه الورشة، التي أشرف عليها الخبير الدولي، عبد الحق كراش، المتقاعد من الوكالة الجزائرية للفضاء، تعزيز قدرات مختلف القطاعات والمؤسسات المحلية في التعامل مع آثار التغيرات المناخية. وشهد اللقاء مشاركة ممثلين عن هيئات رسمية، فاعلين في المجتمع المدني ومختصين في الشأن البيئي، ضمن مقاربة تشاركية تركز على رفع الكفاءة وتحسين الأداء في المجال البيئي. وتندرج هذه المبادرة، ضمن البرنامج الوطني للتكوين البيئي، الذي عرف خلال سنة 2024، تنظيم أكثر من 400 دورة تكوينية، استهدفت أكثر من 6500 متربص في مجالات متنوعة، على رأسها التغيرات المناخية وتسيير النفايات، كما شمل البرنامج، تنظيم حملات تحسيسية وورشات تربوية بيئية موجهة للمواطنين ولفئات المجتمع المختلفة. وتعد مشاركة الجمعيات المحلية في مثل هذه الورشات، جزءًا من السياسة الوطنية لإشراك الفاعلين في المجتمع في مجابهة التحديات البيئية، من خلال تعزيز قدراتهم وتوفير التكوين الملائم لهم، في إطار الحوكمة البيئية والتنمية المستدامة. وتعد هذه الورشات التكوينية خطوة إيجابية نحو تعزيز القدرات المحلية لمواجهة التغيرات المناخية، وتُظهر التزام الجزائر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تكوين الأفراد والمؤسسات في مجالات البيئة والمناخ، كما يساهم استمرار مثل هذه المبادرات، في بناء مجتمع بيئي واعٍ ومُلتزم بالحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.