باشرت، مؤخرا، لجنة مكافحة الأمراض المتنقلة ببلدية سيدي عمار بولاية عنابة، عبر خرجة ميدانية مست عددا من النقاط السوداء، رصد تسربات المياه بحي مختاري عبد المجيد، في إطار تنفيذ البرنامج الوقائي الهادف إلى حماية الصحة العمومية والبيئة المحلية من الأخطار الناجمة عن المياه الراكدة، والتسربات غير المتحكم فيها. وانطلقت العملية بمشاركة فعالة من الهيكل البلدي لحفظ الصحة والنظافة العمومية، خاصة مصلحة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوان، التي تسهر، بصفة منتظمة، على متابعة وضعية النقاط الحساسة في أحياء البلدية. وقد شملت الجولة عددا من المواقع التي تعرف تسربات مائية مزمنة أو حديثة، تُشكل بيئة خصبة لتكاثر النواقل البيولوجية؛ مثل البعوض والذباب والحشرات التي تُعد وسيلة لنقل عدة أمراض، لا سيما في فصل الحرارة. وخلال هذه المعاينة قام أعضاء اللجنة بتسجيل الملاحظات ميدانيا، وتحديد درجة خطورة كل نقطة، مع توثيق أماكن التسرب، وتقييم محيطها من حيث النظافة، وتوفر شروط الصرف الصحي. وتَبين من خلال الرصد الأولي أن بعض التسربات متأتية من شبكات قديمة أو غير محكمة الإغلاق، فيما يُرجع البعض الآخر، ذلك، إلى سلوكات سلبية؛ كترك الحنفيات مهملة، أو رمي المياه المستعملة في الطرقات، ما يساهم في خلق برك راكدة، وجيوب مائية تهدد توازن النظام البيئي المحلي. وتأتي هذه الخطوة في سياق حملة أوسع باشرتها مصالح البلدية منذ بداية فصل الربيع، تحضيرا لفصل الصيف، الذي يعرف ارتفاعا في درجات الحرارة، وتزايدا في استهلاك المياه، الأمر الذي يضاعف من مخاطر التسربات، وظهور مستنقعات عفنة، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور بؤر للعدوى، وتهديدات حقيقية على صحة السكان، خاصة الأطفال، وكبار السن. وإلى جانب المعاينة الميدانية، باشرت اللجنة توجيه تعليمات تقنية للمصالح المختصة؛ قصد اتخاذ الإجراءات المناسبة في أقرب الآجال، من خلال إصلاح التسربات، وتنقية المحيط، وتعقيم بعض المناطق عند الضرورة، إضافة إلى متابعة الوضع خلال الأيام المقبلة؛ لضمان عدم تجدد المشكلة. كما تعكف اللجنة على إعداد تقرير مفصل حول الملاحظات الميدانية، سيتم رفعه إلى الجهات المعنية على مستوى البلدية، لتسهيل اتخاذ قرارات عاجلة ومدروسة. وفي هذا الصدد، جددت مصلحة الوقاية دعوتها كافة المواطنين، إلى التحلي بروح المواطنة، والمساهمة في الحفاظ على نظافة الحي، من خلال التبليغ عن أي تسربات أو ملاحظات قد تساهم في انتشار المياه الراكدة، داعية إلى تجنب السلوكات التي تُفضي إلى الإضرار بالمحيط، مثل سكب المياه المستعملة عشوائيا، أو رمي النفايات في مجاري الصرف. وتُعد هذه الخرجات الميدانية آلية فعالة ضمن سياسة الوقاية الصحية التي تعتمدها بلدية سيدي عمار، التي تسعى إلى حماية صحة المواطن قبل أي شيء، والتدخل المبكر قبل تحوّل التسربات إلى مشكلات صحية وبيئية يصعب معالجتها لاحقا.