أطلقت ولاية قسنطينة، مؤخرا، حملة تحسيسية كبرى، تهدف للوقاية من أخطار التسممات الغذائية خلال موسم الصيف. وتجسدت هذه العملية في قافلة إعلامية وطنية، تشمل سلسلة من الأنشطة التوعوية، والتدخلات الميدانية، الهادفة إلى تعزيز السلامة الغذائية في مختلف مناطق الولاية. وسيكون النشاط السياحي خلال هذه الفترة، تحت مجهر أعوان الرقابة، بهدف ضمان قضاء صيف دون تسمّمات. وقد سخّرت مصالح التجارة بولاية قسنطينة، 28 فرقة متخصصة لتأطير الجانب التحسيسي، سيتم، خلالها، توزيع مطويات، وتنظيم لقاءات مباشرة مع المواطنين والتجار، مع التركيز على نشر الوعي بشأن طرق الوقاية من التسممات الغذائية، وتوضيح سبل التعامل السليم مع المواد الغذائية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الموسم. كما تم تجنيد 36 فرقة رقابية تابعة لمصالح قمع الغش، لضمان التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية، ومتابعة مدى التزام المحلات التجارية والمطاعم بقواعد الحفظ، والتخزين، والتسويق. وتتميز الحملة هذه السنة، حسب ممثلة قطاع التجارة السيدة نبيلة زبيري، بإدراج محور جديد، يتعلق بتحسين الواجهة السياحية للولاية؛ تنفيذا لتعليمات والي قسنطينة، حيث ستشمل العمليات الرقابية الفنادق والمؤسسات السياحية، بالإضافة إلى المحلات المجاورة لها في إطار مسعى توفير بيئة استقبال نظيفة وآمنة للسياح، موضحة أن الهدف من هذه الخطوة هو الرفع من جاذبية المدينة، وتثمين صورتها عند الزوار. وقد شهد إطلاق القافلة مشاركة واسعة من ممثلي عدد من الهيئات؛ على غرار غرفة التجارة والصناعة، ومديريات الصحة، والتشغيل، والبيئة، والحماية المدنية، وكذا بياطرة وأعضاء من جمعيتي حماية المستهلك والتجار والحرفيين الجزائريين، في مبادرة جماعية، تؤكد أهمية التعاون متعدد الأطراف، لمجابهة هذا النوع من المخاطر الصحية. وتتمحور الرسائل التوعوية التي تحملها الفرق الميدانية، حسب المتحدثة، حول ضرورة التأكد من البيانات الإلزامية لوسم المنتجات الغذائية، والتحقق من صلاحية المواد عند الشراء، وتفادي اقتناء الأغذية التي لا تحمل بطاقة تعريف واضحة، فضلاً عن الحذر من انقطاع سلسلة التبريد، وتجنب شراء الأغذية المعروضة على الطرقات أو تحت أشعة الشمس، مع التأكيد على أهمية وجود الختم البيطري على اللحوم، وتخزينها بالشكل السليم داخل أجهزة التبريد. وأشارت المسؤولة بمديرية التجارة إلى أن السنة الجارية لم تسجَّل خلالها أي حالة تسمم غذائي، موضحة أن برنامج القافلة التحسيسية تم إعداده بدقة؛ لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحلات التجارية والمواطنين، لا سيما تلك التي تُعدّ أكثر عرضة لمثل هذه الحوادث، كالمطاعم، ومحلات الأكل السريع والمرطبات. ومن جانبه، أوضح رئيس مصلحة حماية المستهلك وقمع الغش، السيد فيصل جغيم، أن البرنامج الرقابي الصيفي يشمل تغطية واسعة لإقليم الولاية، مشيرا إلى أن المحور السياحي الجديد في خطة الرقابة سيستمر طيلة السنة الجارية بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعات التقليدية. ويشمل تنظيم حملات تحسيسية لتشجيع التجار على تنظيف وتزيين واجهات محلاتهم بما يتناسب مع الطابع السياحي للمدينة. وأضاف جغيم أن أهم التجاوزات التي يتم رصدها خلال موسم الحر يتعلق، أساسا، بعدم احترام شروط التبريد، إلى جانب عرض المنتجات خارج المحلات، ما يجعلها عرضة للتلف؛ بسبب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، والتلوث البيئي، ما يُشكل خطرا مباشرا على صحة المستهلك.