يتوقع الخبير الطاقوي أحمد طرطار، أن يتعزّز التعاون بين الجزائروسوريا في مجال الطاقة، من خلال توظيف التجربة الجزائرية الرائدة لإعادة بعث الشبكات الكهربائية وتأهيل أنابيب الغاز وإعادة بعث الانتاج في الحقول النفطية، التي تضررت طيلة سنوات الأزمة التي مرت بها سوريا. قال الخبير طرطار، أمس، في تصريح ل"المساء" إن العلاقات الجزائرية السورية متميزة منذ القدم، مضيفا بأنه بعد الأزمة الكبيرة التي مرت بها سوريا والتي أدت إلى تدمير شبه كامل للاقتصاد والبنى التحتية والمرافق المختلفة، تم الشروع في إعادة بعث الدولة وتحقيق أمنها إلى حدود معقولة. "ومع التفاف الدول العربية حول الحكومة الجديدة، فإن الجزائر التي لها باع في مجال الطاقة، تجد نفسها في موقع جيّد للأخذ بيد الحكومة الجديدة ومساعدة الشعب السوري لاسترجاع أدنى الخدمات". تجسيد ذلك يتم حسب الخبير بعث تعاون مشترك في مجال الطاقة من أجل العمل على استرجاع قدرة شبكات الكهرباء والغاز، وهو ما أمر به رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، من خلال تقديمه توجيهات لتقديم العون للأشقاء في سوريا، خصوصا في مجال الطاقة الذي تلعب فيه الجزائر دورا بارزا وتمتلك تجربة رائدة، تجعل اللجوء إليها أمرا طبيعيا بالنسبة للحكومة السورية التي تعمل على معاينة الوضع الكارثي لشبكات الغاز والكهرباء، ما يؤهل الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز "سونلغاز" للقيام بتدخلات مباشرة لإعادة ربط الخطوط وانتاج الكهرباء من جديد. واعتبر الخبير، أن الجزائر قادرة على مد يد العون من خلال تقنييها ومهندسيها لاستعادة الخدمة في شبكات الغاز وكذا في حقول النّفط، حيث يمكن للجزائر أن تكون فاعلا محوريا في إعادة الروح لمواقع الانتاج وتسييرها، دون إغفال القدرات الهامة للجزائر في التكوين بمراكزها ومعاهدها التي يمكنها استقبال الكوادر والتقنيين السوريين. وأكد طرطار، أن الجزائر لديها الخبرة الميدانية والمعدات المنتجة محليا لتقديمها إلى قطاع الطاقة في سوريا، بغية إعادة الحياة للشبكات الكهربائية وأنابيب نقل الغاز بما يمكن من توفير ظروف عيش كريمة للشعب السوري.