عقدت محافظة المهرجان الثقافي الدولي لسينما إيمدغاسن، مساء أول أمس، ندوة صحفية بفندق "شاكر" بباتنة، استعرض خلالها محافظ المهرجان، عصام تعشيت، أهم المستجدات الخاصة بالدورة الحالية، ومن أبرزها الشكل الجديد في التعاطي مع أهمية المهرجان، بعد نجاح أربع طبعات سابقة، ليخوض تجربته الأولى بترسيمه من طرف وزارة الثقافة والفنون. بالمناسبة، وصف تعشيت حضور المدعوين بالمميز، مؤكدا أنه يشجع على مواصلة العمل وتجاوز العقبات، مثمناً دور المساهمين في إنجاح هذه الطبعة، ومشيدا بجهود الوزارة الوصية والسلطات المحلية، التي لم تدخر جهدا في دعم هذه التظاهرة، إدراكا منها بأهمية مثل هذه المهرجانات في نقل صورة مشرفة عن السينما الجزائرية، والتعريف بإبداعات الشباب في عالم الفن السابع. كما أشار إلى سعي المحافظة، رفقة الأساتذة والمختصين والأكاديميين المهتمين بالشأن الثقافي والسينمائي، إلى ترقية المهرجان، متوقعا نجاحات جديدة، وإطلاق العنان للمواهب، واصفاً المهرجان ب«العرس الشبابي"، الذي يهدف إلى خلق تقاليد سينمائية جديدة. وفيما يخص عملية اختيار الأفلام المشاركة في الطبعة الخامسة، لهذه السنة، أكد المحافظ أن الرهان سيكون على النوعية والاحترافية، مع دقة كبيرة في الانتقاء، حيث سيتنافس 53 فيلما من 27 دولة، على عشر جوائز وفق شروط ومعايير صارمة. وستقام فعاليات المهرجان من 10 إلى 16 سبتمبر الجاري، على أن تكون دولة الفيتنام ضيف شرف هذه الطبعة، بحضور أسماء بارزة في عالم السينما، من الجزائر وعدة دول أخرى، إلى جانب أدباء ومثقفين، على غرار واسيني الأعرج والأمين الزاوي. ودعا تعشيت، إلى الالتفاف حول مشروع المحافظة، الرامي إلى تطوير السينما وتشجيع السياحة بالمنطقة، خاصة ضريح إيمدغاسن، الذي سيحتضن حفل الاختتام هذه السنة في محيطه الخارجي ببلدية بومية، كما كشف عن إدراج خمس ورشات تكوينية ضمن البرنامج، لتأطير وتكوين جيل جديد من الشباب في مجال الإخراج السينمائي. وشدد على ضرورة استثمار البعد الفني والثقافي للمهرجان، مع استغلال خصوصيات المنطقة، وفتح آفاق الاستثمار لدعم الثقافة والسياحة، باعتبارهما رافدين أساسيين، يمكن أن يساهما في جذب السياح، خصوصا أن ولاية باتنة تزخر بكنوز ومعالم أثرية وتاريخية هامة. من جهتها، ثمنت مديرة الثقافة لولاية باتنة، السيدة أميرة دليو، بصفتها مديرة إدارة المهرجان، إسهامات الوزارة والسلطات المحلية، معتبرة أن المهرجان جسر تواصل ومجال لبعث الصناعة السينماتوغرافية، مشيرة إلى أن المهرجانات الثقافية لها دور رسالي يُشهر بحضارة الأمة. أما المدير الفني للمهرجان، المخرج المسرحي علي جبارة، فقد دعا رجال الإعلام إلى المساهمة في نقل صورة المهرجان وإيصال صوت الفنان، مؤكدا أن مثل هذه التظاهرات تخلق فرصا للتواصل واكتساب الخبرات. وأثنى على جهود المحافظة الشابة التي خطت خطوة عملاقة، بعد أربع طبعات ناجحة، رغم ما تعانيه التظاهرة من شح مصادر التمويل الإشهاري، متسائلاً عن أسباب إحجام الخواص عن المساهمة، في ظل غياب ثقافة "السبونسور" التي ما تزال تعتمد أساسا على الوزارة والمؤسسات العمومية. وأوضح جبارة، أن برنامج الطبعة الخامسة يتضمن افتتاحا رسميا يوم 10 سبتمبر، بالمسرح الجهوي لباتنة، وورشات تكوينية بدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، وعروضا سينمائية بالسينماتيك، إلى جانب برنامج موجه للأطفال وذوي الهمم تحت شعار "السينما للجميع"، وبرنامج بوليود الذي يضم أربعة أفلام هندية حاصلة على جوائز دولية. كما يتضمن البرنامج ندوات فكرية وخرجات سياحية استكشافية للمواقع الأثرية والطبيعية التي تزخر بها الولاية. وسيكون حفل الاختتام يوم 16 سبتمبر بالمحيط الخارجي لضريح إيمدغاسن النوميدي ببلدية بومية.