انطلقت، عشية أول أمس، من قلب المحمية الطبيعية بجبل الوحش في قسنطينة، أشغال تصوير الفيلم الثوري "نضالهن"، الذي يعيد إلى الواجهة قصص نساء جزائريات مجهولات، حملن ضمادات الحياة بدل السلاح، وصنعن في صمت، أسطورة الممرضات المجاهدات اللواتي كتبن بدموعهن وتضحياتهن، جزءا خالدا من ملحمة التحرير. وقد أعطى والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، إشارة انطلاق تصوير الفيلم الثوري الطويل "نضالهن"، وهو المشروع السينمائي الذي يسلط الضوء على صفحة مشرقة من تاريخ الثورة الجزائرية. كما تم تصوير المشهد الأول للفيلم، وسط ديكور خشبي، أنجز بأيادٍ جزائرية داخل غابة جبل الوحش، حيث تجول الوالي بين أجواء التصوير، واستمع إلى شروحات تقنية وفنية، قدمها طاقم العمل، ثم حضر تصوير اللقطة الأولى، في إشارة إلى ميلاد عمل سينمائي يروي بطولة المرأة الجزائرية في مسارات المقاومة. الفيلم، الذي يخرجه أحمد رياض وينتجه بلقاسم حجاج، عن سيناريو لحمزة محمد فوضيل، يروي قصة "حدة"، الممرضة التي جسدت صورة المرأة الثائرة، من خلال تدريب مجموعة من الفتيات على الإسعاف الميداني، ليُعرفن لاحقا باسم "الحوريات"، كانت مهمتهن جسيمة، إذ تولين إنقاذ المجاهدين، إيواء الجرحى، ومواجهة آلة القمع الاستعماري بإرادة لا تلين، مستوحيات قصتهن من سيرة المجاهدة الممرضة أمينة شراد. يهدف هذا العمل المدعوم من وزارة الثقافة والفنون، حسب شروحات القائمين عليه، إلى إعادة الاعتبار لدور الممرضات المجاهدات، اللواتي لم يحملن السلاح، لكن حملن الضمادات وحمين حياة مئات المجاهدين في ظروف قاسية، فهو تكريم لبطولة صامتة، صنعت الفارق في مسار التحرير الوطني، ووفاء لذاكرة نساء ظللن في الظل طويلا، رغم عظمة عطائهن. وفي هذا السياق، أكد أحمد رياض، أن "نضالهن" يأتي ضمن الأعمال المخلدة للذاكرة الوطنية، مبرزا أن تصوير مشاهده سيمتد لستة أسابيع، حيث ستدور 90 بالمائة من الأحداث داخل كوخ خشبي بجبل الوحش، فيما ستحتضن مدينة القل بولاية سكيكدة مشاهد أخرى، على أن يعرض الفيلم في ساعة ونصف الساعة من الدراما الثورية، التي يشارك فيها عدد من الوجوه الفنية الجزائرية، على غرار ليديا لعريني وحمودي حمزة.