تعرف أسعار اللحوم البيضاء استقرارا في الأسعار هذه الأيام، بعدما وصل الكيلوغرام الواحد، في المتوسط، إلى عتبة 300 دينار، جامعا بذلك بين وفرة المنتج وارتياح المستهلك، الذي وجد ضالته في هذه المادة الاستهلاكية. أكد أصحاب القصابات ل«المساء"، أن التراجع في أثمان اللحوم البيضاء، راجع إلى استمرار تدعيم الأسواق الوطنية باللحوم الحمراء المُستوردة، مع دخول كميات مُعتبرة من اللحوم الرومانية من فصيلة "الغنمي"، بأسعار لا تتعدى 1300 دينار للكيلوغرام، لمواصلة ضبط سوق اللحوم الحمراء والقضاء على المُضاربة. وقد عكف مهنيو قطاع الدجاج، قبل أسبوع من عيد الأضحى، على بيع منتوجهم، الذي لا يلقى إقبالاً كبيرا في هذه المناسبة الدينية، ما يجعلهم مجبرين على خفض الأسعار، وهي الديناميكية التي يرى بعضهم، أنها مرشحة للاستمرار في الأيام المقبلة. وانخفضت الأسعار بشكل "بارز" في الأسواق التجارية أو القصابات المُتخصصة في تسويق اللحوم البيضاء، إلى أكثر من 200 و250 دبنار، في ظل تراجع الطلب بشكل كبير للغاية على الدواجن، مقابل أيضا ارتفاع الطلب على اللحوم المُستوردة، التي نالت القسط الأوفر من الاستهلاك. وأجمع الكثير من المهنيين المُختصين في تسويق الدجاج، على أن التجار اضطروا إلى بيع المخزون من الدجاج، وعلى عدم إبقاء أي كمية، يقول أحدهم، وهو ما جعلهم يخفضون الأسعار، متوقعين بقاءها منخفضة لاحقا. ساهمت الشُحنات المستمرة للحوم الحمراء المُستوردة من الخارج، والقادمة من إسبانيا، البرازيل ورومانيا تحديدا، في انخفاض الطلب على الدجاج، بشكل محسوس، يقول أحد الباعة، أمام توجه أغلبية المواطنين إلى اقتناء اللحوم الحمراء بأقلِّ من 1000 دينار، خاصة لحم البقر المستورد، الذي وصلت أسعاره في كثير من الأسواق، إلى ما دون 800 دينار للكيلوغرام، ما أدى إلى تراكم منتوج الدجاج وانخفاض سعره، علما أن الشركة الجزائرية للحوم الحمراء، ذكرت مُجدداً، بمواصلة تموين الأسواق المحلية باللحوم المُدَعمة، لضبط السوق والقضاء على الغلاء، الذي ضرب في وقت سابق أسعار اللحوم الحمراء. وقد امتد انخفاض وتراجع أسعار لحم الدجاج إلى كل الأجزاء، على غرار صدر الدجاج الذي عادة ما يُستعمل في الشواء، وكذا الأفخاذ والأحشاء التي ظل سعرها مرتفعا على مدار عدة سنوات، وهو ما جعل بعض المواطنين يقدمون على اقتنائها، خاصة منهم مرضى فقر الدم وأصحاب الجنيات الغذائية "الريجيم". وفي الوقت الذي استحسن الزبائن انخفاض سعر الدجاج ليبلغ أدنى مستوياته هذه الأيام، متمنين أن يبقى على حاله طيلة السنة، يتوقع الجزارون أن يستمر هذا التراجع في الأسعار، خلال الأيام القليلة القادمة، تزامنا مع موسم الاصطياف، لأن المربين مجبرون على بيع كميات هائلة من الدجاج وضخها في السوق، بعد إكمال فترة بلوغها ونضجها، لتكون صالحة للاستهلاك، علما أن بقاءها في إسطبلات تربية الدواجن يكبدهم خسائر مضاعفة، وهي مهددة بالموت، في ظل ارتفاع درجات الحرارة