مدارس أشبال الأمة تسجل نتائج "ممتازة" في امتحانات شهادة التعليم المتوسط    كرة القدم / بطولة المكفوفين: البطولة لنجم بجاية والكأس لرجاء عين ولمان    الركض : إقبال كبير من المشاركين في الطبعة الثانية من "تريال" العاصمة    منتجات تعكس المستوى العالي للصناعة العسكرية    هكذا نقتل الجَوْعى في غزّة!    هكذا يوظّف المغرب المصالح الاقتصادية..    حرب اللا منتصر واللا مهزوم والمستقبل الغامض للشرق الأوسط    ناصري يجتمع بالوفد المشارك في أشغال الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا    برج باجي مختار: ''البزان" زي تقليدي يعكس الهوية الثقافية الأصيلة    دربال يؤكد التزام القطاع بتحقيق الأمن المائي    580 مشروعا سياحيا قيد الإنجاز    الجزائر حريصة على صيانة التراث الثقافي    متحف أحمد زبانة بوهران: أزيد من 12 ألف زائر استمتعوا بمجموعات تنبض بالتطور التكنولوجي    التاريخ الهجري.. هوية المسلمين    الجزائر ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية و رواندا    وزير الداخلية يشرف على الحفل الموحد لتخرج الدفعة ال61 لأعوان الشرطة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الصهيوني على قطاع غزة إلى 79 شهيدًا    بطلب من الجزائر, مجلس الأمن يتطرق إلى الوضع الإنساني في غزة    دور هام للإعلام الوطني في الحفاظ على أمانة الشهداء    إطلاق أول مشروع لإنتاج البلطي الأحمر بأحواض عين عبيد    مجلس الأمن يناقش الوضع الإنساني بغزة    تكييف القوانين مع أهداف الاستراتيجية الوطنية    2025 سنة إنتاج الحبوب بامتياز    رسميا قندوسي في لوغانو السويسري لثلاث سنوات    جماهير مانشستر سيتي: آيت نوري مذهل...    تنصيب اللجنة الفرعية الولائية لتأمين ومتابعة الألعاب المدرسية الإفريقية    آيت نوري يتوهّج    شياخة ضمن أفضل المواهب    بحث سبل توطين مشاريع صناعية مع "أفيك" الصيني    الجامعة الجزائرية أصبحت مؤثّرة في محيطها    إجراء قرعة اختيار طوابق "399 مسكن"    دعوة إلى دعم السياحة المستدامة    100 مليار لصيف دون انقطاع في الكهرباء    حملة ضد المناورات الخطيرة    وقايةٌ.. علاجٌ.. وردعٌ    الجزائر ترحّب باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    منصوري في مابوتو    نتائج البيام تُعرف اليوم    وزير الاتصال يشيد بالإعلام الوطني    منصوري تنقل تحيات الرئيس تبون إلى الرئيس تشابو    تنصيب لجنة تحضير المؤتمر الإفريقي للصناعة الصيدلانية    منتدى اقتصادي بلندن يستعرض فرص الشراكة بين الجزائر والمملكة المتحدة    كرة القدم/بطولة افريقيا للأمم "شان" 2024 - المجموعة 3: الجزائر تستهل المنافسة أمام أوغندا يوم 4 أغسطس بكامبالا (كاف)    الصناعة العسكرية الوطنية تبهر زوار معرض الجزائر الدولي في طبعته ال56    الجزائر تستعد لاحتضان أول مؤتمر وزاري إفريقي حول الصناعة الصيدلانية    افتتاح الطبعة ال25 لمهرجان الموسيقى الأوروبية بالجزائر العاصمة    تفكيك شبكة إجرامية دولية وحجز أكثر من واحد وخمسين كيلوغراما من الكيف المعالج بتلمسان    دورة "خضر المستقبل" لفئة أقل من 17 سنة: المنافسة تفتتح بإجراء 6 مقابلات    صناعة صيدلانية: تنصيب لجنة تحضير المؤتمر الوزاري الافريقي المرتقب نوفمبر المقبل بالجزائر    إشادة بمناقب مجاهد الثورة الجزائرية ومناضل القضية الفلسطينية    يوم عاشوراء يوم السادس جويلية القادم    اليونسكو تنشر القائمة الإرشادية للتراث العالمي للجزائر    غرة شهر محرم 1447هجري ستكون يوم الجمعة 27 جوان 2025    حلّ المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية    تسليم أولى تراخيص تنظيم نشاط العمرة للموسم الجديد    الجزائر-موريتانيا: فرق طبية من البلدين تجري عمليات لزرع الكلى بالجزائر العاصمة    احذروا الغفلة عن محاسبة النفس والتسويف في التوبة    التعبئة العامّة.. خطوة لا بد منها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نشطون بعنابة يسعون لحفظ الذاكرة البريدية
تحول اهتمامهم من هواية إلى نشاط توعوي
نشر في المساء يوم 21 - 06 - 2025

أسّست مجموعة من المهتمين بجمع الطوابع والبطاقات البريدية والعملات في ولاية عنابة جمعية تحمل اسم "جمعية هواة جمع الطوابع والبطاقات البريدية والعملات لولاية عنابة"، وهي إطار ثقافي وتربوي يهدف إلى الحفاظ على هذه الهواية العريقة ونقلها إلى الأجيال الجديدة. يرى القائمون عليها، وفي مقدمتهم الأستاذ الجامعي محمد فوزي بوشلوخ، أن هذه الهواية ليست مجرد ترف أو نشاط في وقت فراغ، بل إنها تحمل في طياتها معاني عميقة تُعرّف بالشعوب والحضارات وتُسهم في توثيق مساراتها التاريخية.
بدأت علاقة الأستاذ فوزي بالطوابع منذ طفولته، حيث كان يحصل على طوابع بريدية من أقاربه وأصدقائه، جمعها فقط لجمالها، دون أن يعرف ما تمثله من رموز أو معان. في ذلك الوقت، كانت الطوابع تُهدى للأطفال كعلامة على المحبة أو النجاح، وكانت بمثابة كنز صغير يبعث الفرح في نفوسهم. بمرور السنوات، تحولت هذه المتعة البصرية البسيطة إلى اهتمام معرفي وثقافي، خاصة بعد أن أدرك أن كل طابع بريدي هو جزء من سردية وطن أو قصة حدث أو صورة لرمز من رموز الأمة. قال الأستاذ فوزي، "إن الطابع البريدي يُعد من أبرز الرموز التي تُمكّن أي شخص في العالم من التعرف على هوية دولة معينة، تماماً مثل الراية الوطنية".
فالطابع، حسبه، "يحمل رموزاً ودلالات كثيرة: من صور قادة وطنيين إلى معالم طبيعية وتاريخية، ومن مناسبات وطنية إلى احتفالات"، مؤكدا أن الاهتمام بجمع الطوابع هو أيضاً اهتمام بالذاكرة الجماعية للشعوب، وهو ما جعل الطابع البريدي يتحول من وسيلة مراسلة إلى أداة ثقافية بامتياز. الجمعية التي تم تأسيسها في عنابة جاءت بعد علاقات واتصالات تمت بين هواة جمع الطوابع عبر البريد.
وقد تطورت هذه العلاقات إلى فكرة تأسيس إطار رسمي يجمع هؤلاء المهتمين وينظم نشاطهم، فتم إنشاء الجمعية خلال فترة قصيرة لم تتجاوز خمسة أشهر. تسعى هذه الجمعية إلى تحقيق أهداف متعددة، أهمها مرافقة الأطفال والشباب نحو هوايات نافعة، وحمايتهم من الفراغ الذي قد يؤدي بهم إلى الانحراف، وذلك عبر إدماجهم في أنشطة هادفة تملأ أوقاتهم بالعلم والمتعة.
ومع تطور وسائل الاتصال والرقمنة، بدأت أهمية الطابع البريدي تتراجع في الاستخدام اليومي، لكنه في المقابل تحول إلى قطعة أثرية فنية وتاريخية، تُعرض في المعارض ويُنظر إليها باعتبارها شهادة على مرحلة معينة من تاريخ الدول. وقد دخل الطابع البريدي أيضًا عالم التجارة، حيث أصبح يُباع ويُشترى، ووصلت بعض الطوابع النادرة إلى أسعار خيالية. ويذكر الأستاذ فوزي أن أغلى طابع بريدي في العالم تم بيعه في واشنطن بسعر بلغ 8 ملايين دولار، وكان هذا الطابع من دولة غويانا، وقد عُرض سابقًا في أحد المتاحف.
من جانب آخر، لا تنسى الجمعية البُعد التربوي والتثقيفي لهواية جمع الطوابع، فهي ترى فيها أداة لبناء الإنسان، وتعزيز الحس الوطني والانتماء للهوية الثقافية. فالطابع الذي يبدو صغيرًا من حيث الحجم، يحمل في طياته دلالات كبرى، ويُعرف الناشئة بطريقة غير مباشرة عن رموز وطنهم وتاريخهم، ويشجعهم على البحث والمعرفة. أما بخصوص الطوابع الجزائرية، فإن أول طابع بريدي صدر في الجزائر كان سنة 1924، خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وكان يحمل اسم "الجزائر تحت الاستعمار".
وبعد الاستقلال، صدر أول طابع رسمي للجزائر المستقلة يوم أول نوفمبر 1962، وهو تاريخ رمزي يمثل اندلاع الثورة التحريرية، وكان يحمل الراية الوطنية إلى جانب الرمز 1+9. في الأخير، يتجلى من خلال هذه التجربة أن الطابع البريدي ليس مجرد وسيلة لنقل الرسائل، بل لنقل القيم، وتوثيق الذاكرة، وبناء جسور ثقافية بين الأجيال والدول، وهو ما تعمل عليه جمعية عنابة بكل شغف واهتمام، لتبقى هذه الهواية حية في قلوب الهواة، ولتتحول إلى مدرسة شعبية لتعليم التاريخ والثقافة والانتماء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.