عقدت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث بعنابة، نهاية الأسبوع، اجتماعا تقييميا بمقرها، ترأسه رئيس الجمعية علي حليمي، بهدف مراجعة نشاطاتها ومتابعة تنفيذ برنامجها السنوي. وركز المشاركون خلال اللقاء، على أهمية دعم المشاريع التنموية ذات الطابع البيئي والسياحي، بالنظر إلى الإمكانات الطبيعية الهائلة التي تمتلكها الجزائر، والتي تجعل منها وجهة مثالية لتطوير السياحة البيئية. وأكد أعضاء الجمعية أن الجزائر تتوفر على ثروات طبيعية متنوعة، تشمل الشواطئ الممتدة، والغابات الكثيفة، والحمامات المعدنية، والمحميات الطبيعية، والبحيرات، فضلًا عن الصحراء الواسعة والمناظر الطبيعية الخلابة، وهي مقومات كافية لجعلها قطبًا سياحيًا بيئيًا بامتياز. ودعا الحضور إلى ضرورة تشجيع الاستثمار في المرافق السياحية ووسائل النقل الحديثة، مثل الترامواي، والقطارات، والبواخر، والخطوط الجوية، والمصاعد الهوائية، مع التأكيد على أهمية تسريع وتيرة إنجاز مشروع القرية السياحية بسيدي سالم، باعتباره نموذجًا واعدًا للسياحة المستدامة. وفي الشق البيئي، أبرزت الجمعية أهمية رسكلة النفايات الصلبة والسائلة وتثمينها، معتبرة ذلك أولوية استراتيجية لا تقل أهمية عن المشاريع السياحية، لما لها من دور في الحفاظ على المحيط وتوفير موارد بديلة، يمكن استغلالها في دعم الاقتصاد الوطني. كما أطلقت الجمعية مشروعا تحسيسيا جديدا لحماية الثروة الغابية من خطر الحرائق، بالتعاون مع مختلف الهيئات والسلطات المحلية، ومشاركة الطلبة ووسائل الإعلام ومكونات المجتمع المدني، انسجامًا مع التشريعات الوطنية في مجال حماية البيئة ودعمًا لأهداف التنمية المستدامة. يأتي هذا التوجه ليعكس وعي الجمعية بدور السياحة البيئية والاقتصاد الأخضر، كأدوات فعالة لبناء نموذج تنموي شامل، يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، ويضمن مستقبلًا أكثر استدامة للأجيال القادمة.