نظمت دار الثقافة بعنابة، أمس، فعالية ثقافية بمشاركة مجموعة "نقرأ لنرتقي"، تمحورت حول مناقشة رواية " حب تحت المطر " للكاتب نجيب محفوظ. وقد شكلت هذه التظاهرة الأدبية فرصة مميزة لعشاق القراءة والمثقفين في ولاية عنابة؛ للتفاعل مع عالم الأدب العربي، حيث تناول النقاش مختلف القضايا التي عالجها محفوظ في روايته. وتدور أحداث "حب تحت المطر "حول مجموعة من الشخصيات التي تبحث عن الخلاص والحب وسط واقع مضطرب، يطغى عليه الإحباط والانكسار. وقد عبّر محفوظ في هذا العمل عن مشاعر التوتر النفسي والصراع الداخلي عند الأفراد الذين يعيشون في بيئة صعبة، واضعا القارئ في مواجهة مباشرة مع أسئلة وجودية كبرى، تتعلق بالحياة والمعنى. وقد شهدت الفعالية حضورا مميزا، حيث انخرط المشاركون في مناقشات معمقة حول الشخصيات والأحداث. وتعددت الآراء بشأن طريقة معالجة محفوظ قضايا إنسانية معقدة؛ مثل الحب والخلاص في ظل مجتمع مأزوم. كما أُشيد بأسلوب محفوظ الأدبي الفريد، الذي ينجح في عكس الواقع المصري والعربي عبر شخصيات متباينة، ومواقف حياتية تتسم بالجدلية، والتعقيد. وأشار الحاضرون إلى أن الرواية لا تقتصر على كونها قصة حب، بل تمثل استكشافا معمقا للمشاعر الإنسانية في مواجهة التحديات الكبرى، ودعوةً إلى التأمل في قضايا جوهرية؛ مثل الحرية، والوجود، وإمكانية التغيير. وأكدت دار الثقافة بعنابة من خلال هذه الفعالية، التزامها بدعم الأنشطة الثقافية التي تشجع على الفكر النقدي، وتعزز المشاركة الأدبية داخل المجتمع. كما عبّر المشاركون عن رغبتهم في استمرار مثل هذه المبادرات. ورأوا أنها تساهم في تنمية الوعي الأدبي، وتوسيع آفاق الشباب لفهم أعمق للأدب العربي الكلاسيكي. واختُتم اللقاء في أجواء من الود والحوار المثمر، حيث أجمع الحضور على أهمية مواصلة مناقشة الأعمال الأدبية الكبرى، التي تعكس قضايا الإنسان العربي في أبعادها المختلفة..