ستسمح العقود الموقّعة من طرف الجزائر خلال معرض التجارة البينية الإفريقية والمقدرة ب11,4 مليار دولار تضاف إليها 11,6 مليار دولار كالتزامات تصدير، بتعزيز تنويع صادراتها والخروج من التبعية لقطاع المحروقات حسب ما أكده خبراء جزائريون. وأوضح الخبراء، أن ما ميز الطبعة الرابعة لهذا المعرض لا يكمن فقط في نسبة المشاركة "القياسية" للدول والشركات العارضة ولكن أيضا في حجم العقود المبرمة التي فاقت التوقعات ببلوغها 48,3 مليار دولار منها 23,6 بالمائة أي ما يعادل 11,4 مليار دولار من نصيب الجزائر، وشملت العديد من القطاعات الحيوية وغير التقليدية التي تراهن عليها السلطات العمومية لتنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات. وفي هذا الصدد أبرز الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي مراد كواشي، أهمية الصفقات التي أبرمتها الجزائر خلال هذا المعرض، والتي مسّت قطاعات متنوعة على غرار القطاع الصناعي بشُعبه الميكانيكية، الكهربائية، الإلكترونية، الحديد والصلب، الصناعة الصيدلانية، الغذائية وغيرها، المؤسسات النّاشئة وقطاعات حيوية أخرى تماشيا مع استراتيجية الدولة الرامية لتطوير هذه القطاعات والرفع من نسبة مساهمتها في الاقتصاد الوطني. وجاءت مخرجات المعرض في طبعته الرابعة "جد ايجابية"- يضيف كواشي - سواء من حيث المشاركة القياسية للعارضين، حجم الاتفاقيات الموقّعة، ولكن أيضا بالنّظر لحضور قادة الدول والزعماء الأفارقة للخوض في تجارب ومشاكل القارة بشكل مباشر بكثير من الصراحة، والاتفاق على تنسيق التعاون البيني لتحقيق أهداف التنمية القارية. وأشار بالمناسبة إلى الإيمان القوي للدول الإفريقية بالمقاربة الجزائرية التي تدعو إلى إحداث تكامل اقتصادي حقيقي إذا ما أرادت مواجهة التكتلات الاقتصادية الأخرى، ومواجهة الأزمات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن. من جهته اعتبر المستشار الدولي في التنمية الاقتصادية، عبد الرحمان هادف، أن حجم العقود الموقّعة في المعرض لصالح الجزائر تمثل دليلا ملموسا على فعالية هذا الحدث كمنصة حقيقية لتعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي، كما أنها تعكس الرغبة المشتركة في تجاوز العراقيل والتوجه نحو شراكات اقتصادية حقيقية ومثمرة، خصوصا أن توجيه الاستثمارات نحو القطاعات ذات الأولوية يساهم بشكل مباشر في التنمية المستدامة والحد من التفاوت الاقليمي. واعتبر هادف، أن إعلان الجزائر استحداث صندوق موجه لتمويل المؤسسات النّاشئة والمشاريع المبتكرة إفريقيا يكرّس رؤية شاملة تجعل الابتكار رافعة أساسية لتعزيز الاستثمار والتصدير، ويمنح بعدا إضافيا لمسار التنمية الوطنية عبر الانفتاح والتكامل مع القارة. كما يرى الخبير الاقتصادي الهواري تيغرسي، أن طبعة الجزائر من معرض التجارة البينية الإفريقية حقّقت "نجاحا باهرا" على جميع الأصعدة سواء السياسية، الاقتصادية وحتى الاجتماعية منها، وسمحت للمشاركين بالتعرّف أكثر على السوق الإفريقية ومقوماتها وما توصلت إليه، حيث كللت بنسج شراكات فاقت كل التوقعات. أما أستاذ الاقتصاد إبراهيم قندوزي، فاعتبر النّتائج المحققة خلال الطبعة الرابعة للمعرض "نجاحا استثنائيا" بالنّسبة للجزائر التي برهنت من خلاله على تنوّع منتجاتها الوطنية، والقدرات التي تتمتع بها في مختلف القطاعات والشُعب خارج قطاع المحروقات على غرار السكر، الكوابل الكهربائية، الأدوية والمواد الغذائية وغيرها. من جانبه يرى الخبير الاقتصادي علي حربي، أن طبعة الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية حقّقت نجاحا على جميع الأصعدة سواء من حيث الاتفاقيات المبرمة وحجم المشاركة، ولكن أيضا بالنّسبة للمواضيع التي تمّت مناقشتها على غرار منطقة التجارة الحرّة الإفريقية "زليكاف".