أكدت جبهة البوليساريو، أمس، أنها لن تشارك في أي عملية سياسية أو مفاوضات على أساس محتوى مشروع القرار الذي عمّمته الولاياتالمتحدةالأمريكية بتاريخ 22 أكتوبر 2025، على أعضاء مجلس الأمن بصفتها حاملة القلم، بشأن بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو". عشية انعقاد جلسة مشاورات مجلس الأمن المغلقة على مستوى الخبراء حول بعثة "المينورسو"، وضع ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو، سيدي محمد عمار، في رسالة استعجالية مؤرخة بتاريخ 23 أكتوبر 2025، إلى السفير فاسيلي نيبينزيا، الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأممالمتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، النقاط على الحروف بخصوص موقف جبهة البوليساريو من مشروع القرار الأمريكي المقدم مؤخرا لمجلس الأمن. وأكد سيدي عمار، أنه بناء على تعليمات من سلطات بلاده، فقد أحاطت جبهة البوليساريو علما بمشروع القرار الذي عممته الولاياتالمتحدةالأمريكية في 22 أكتوبر 2025، على أعضاء مجلس الأمن بصفتها حاملة القلم بشأن بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو"، وهي تؤكد أن "مشروع القرار الذي يعكس الموقف الوطني لحاملة القلم، يشكل انحرافا خطيرا وغير مسبوق ليس فقط عن مبادئ القانون الدولي التي تقوم عليها مسألة الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار، ولكن أيضا عن القاعدة التي يتناول على أساسها مجلس الأمن قضية الصحراء الغربية". كما أنه "يتضمن عناصر تضرب أسس عملية الأممالمتحدة للسلام في الصحراء الغربية، وتشكل انتهاكا خطيرا للوضع الدولي للإقليم". وذكر الدبلوماسي الصحراوي، أنه بناء على الفصول ذات الصلة من ميثاق الأممالمتحدة، فقد "أرسى مجلس الأمن بشكل ثابت وبالتوافق أساس الحل والعملية المؤدية إليه، أي المفاوضات تحت رعاية الأمين العام دون شروط مسبقة وبحسن نية بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، ويكفل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة".ولأن نفس الأمر أكدته محكمة العدل الأوروبية، فقد أكدت الرسالة على أن "السيادة على الصحراء الغربية ملك حصري للشعب الصحراوي الذي يتمتع بحق غير قابل للتصرف وغير قابل للمساومة أو التقادم في تقرير المصير، يمارسه بحرية وديمقراطيةٍ تحت رعاية الأممالمتحدة".وبالتالي أكد سيدي عمار، أن "أي مقاربة تضع إطارا مسبقا للمفاوضات وتحدد نتائجها مسبقا، أو تقيد ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير أو تفرض حلا ضد إرادته فهي مقاربة غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة لجبهة البوليساريو"، التي أكد أنها "لا تزال ملتزمة بتحقيق السلام العادل والدائم الذي قدمت من أجله تنازلات وتضحيات جسيمة منذ بداية عملية السلام التي تقودها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية". وذكر أنه "وفي هذا السياق وكبادرة حسن نية واستجابة لقرارات مجلس الأمن، قدمت جبهة البوليساريو مقترحا موسعا إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 20 أكتوبر 2025، ولا تزال مستعدة للانخراط بشكل إيجابي في عملية السلام على أساس روح ومحتوى مقترحها الموسع". لكنه شدد على أن البوليساريو وفي حال تمرير مشروع القرار دون أخذ العناصر المذكورة أعلاه في الاعتبار ومعالجتها بشكل فعّال، فإنها لن تشارك في أي عملية سياسية أو مفاوضات على أساس محتوى مشروع القرار، وقال إن "جبهة البوليساريو على ثقة بأن أعضاء مجلس الأمن سيلتزمون دائماً بمبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة، ومبادئ القانون الدولي ذات الصلة المنطبقة على الصحراء الغربية وسيسترشدون بها". وأضاف أنها "تحث جميع أصحاب المصلحة على استخدام نفوذهم بشكل بنّاء لتهيئة الظروف اللازمة للطرفين جبهة البوليساريو والمغرب، للانخراط في مفاوضات جادة وذات مصداقية ومحددة زمناً دون شروط مسبقة وبحسن نية، تحت رعاية الأممالمتحدة، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ويكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره"، مشددا في ختام رسالته على أنه "هذا هو السبيل الوحيد السليم الذي من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق سلام عادل ودائم في منطقتنا".