دعا المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الأوّل الموسوم ب«قضايا الفكر واللغة والنقد في مدارس ما بعد البنيوية" احتضنته قاعة المحاضرات الكبرى "عبد الحميد مهري" بجامعة سكيكدة، إلى ترسيم الملتقى في شقّه الذي يركّز على الانفتاح على التخصّصات المجاورة، مع التركيز على ظاهرة مشتركة في كلّ دورة من جهة ومن جهة أخرى التركيز على علاقة تلك القضايا الفكرية بالأدب والثقافة الجزائرية، مع إعادة توطين المعرفة العلمية المتخصّصة خارج الأنساق الفكرية والمذهبية الغربية وتجاوز حالة التجزئة والانقسام المعرفي ومنه تعزيز روح الوحدة والتكامل والانفتاح المنضبط وبالموازاة مع ذلك، الحذر تجاه الأفكار والمذهبيات الوافدة، باعتبارها بُنات بيئة تحمل خصوصية تصل حدّ المركزية والهيمنة. شدّد المشاركون على أهمية إنشاء فرقة بحث، تدرس فكر ما بعد الحداثة، مع اقتراح تصميم موضوعات أطروحات دكتورالية حول، نقد ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة وكذا اقتراح إنشاء حركة نقدية تتابع الإنتاج الأدبي الذي يكرّس مفاهيم ما بعد الكولونيالية في ثوبها الجديد، مع التأكيد على ضرورة طبع الأعمال المقدّمة في أشغال الملتقى في كتابة أعمال الملتقى الذي أكّدوا ترسيمه سنويا. تمّ خلال هذا الملتقى الدولي الأوّل، الذي نظّمه قسم اللغة والأدب العربي بالتنسيق مع مخبر التراث الأدبي الرسمي الهامشي، وحضره أساتذة وباحثون مختصّون من داخل وخارج الوطن حضوريا وعن طريق تقنية التحاضر عن بعد، تقديم العديد من المداخلات ذات صلة بأشغال الملتقى الدولي منها، تقديم عرض حول مدرستين من مدارس ما بعد البنيوية، تمّ من خلالها، تسليط الضوء حول قضايا فكر ما بعد البنيوية في علم الاجتماع وعلم النفس والفن بكافة أنواعه، مع التطرّق لقضايا اللغة في منظومة ما بعد البنيوية من حيث فلسفة اللغة وعلم الدلالة والتداولية والعرفانية وكذا قضايا نقد ما بعد البنيوية من حيث السيميائية ونظريات القراءة والتّلقي وعلم التأويل وفي النقد الثقافي والفهم وعلم المعنى. حسب الأستاذة الدكتورة شريفة مخناش رئيسة الملتقى، تسعى هذه الفعاليات إلى تحقيق جملة من الغايات والأهداف منها، معرفة عوامل ظهور هاتين المدرستين سواء من جانب المرجعية الفكرية أو الأصول المعرفية وكذا التعرّف على أهم أعلام ومؤسسي مدرستي فرانكفورت وبرمنغام، مع تقييم ونقد المدرستين، إلى جانب قراءة نصوص نقاد ما بعد البنيوية عامة ونصوص أعلام المدرستين.