❊ "سونلغاز" تنصح بالتهوية وتركيب أجهزة الإنذار ❊ حملات توعوية بالأحياء الجديدة ❊ تحسيس التلاميذ والتجار أمر "ضروري" حذّرت منظمات حماية المستهلك والمجتمع المدني، من مخاطر استعمال أجهزة التدفئة المقلدة التي لا تتوفر على المعايير الأمنية. ودعت المواطنين إلى التحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام الصارم بإرشادات السلامة، مع بدء تشغيل أجهزة التسخين والتدفئة؛ للوقاية من التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، خصوصا بالأحياء السكنية الجديدة. ودعا المختصون المواطنين إلى التحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام الصارم بإرشادات السلامة مع بدء استعمال أجهزة التدفئة، تزامنا مع الانخفاض المحسوس في درجات الحرارة، الذي تشهده جل مناطق البلاد هذه الأيام. حيث وقفت "المساء" على بعض الحالات التي تعرضت للاختناق بالغاز بقلب العاصمة، والحملات التحسيسية لمنع التسربات بالأحياء الجديدة. حملات تحسيسية بالأحياء الجديدة لاحظت "المساء" خلال زيارتها إلى الحي السكني الجديد "الشعايبية" بأولاد شبل، قيام ممثلي الحي بإطلاق حملة تحسيسية لتحذير المواطنين من مخاطر استخدام الأجهزة المقلدة التي لا تتوفر على المعايير الأمنية، ولا على قنوات صرف الغازات المحترقة، وذلك في سياق الحملة التوعوية للوقاية من مخاطر "القاتل الصامت"، الذي يودي سنويا بحياة العديد من الأشخاص، بسبب تجاهل إرشادات الأمن والسلامة عند تشغيل المدفآت وسخانات المياه خلال موسم البرد. وأكد ممثل عن الحي ل "المساء"، أهمية ضمان تهوية جيدة للمنازل بصفة يومية لمدة 10 دقائق على الأقل، وضرورة تثبيت أجهزة الإنذار والكشف عن تسرب الغاز، خاصة غاز أحادي أكسيد الكربون، وتجنب وضع سخانات المياه في الحمّام أو في مكان ضيق لا تتوفر فيه التهوية. وبدورها، تحرص المديرية العامة للحماية المدنية على إطلاق حملة تحسيسية كل سنة، للوقاية من التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون بالتنسيق مع قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، بتنشيط ندوات توعوية حول مخاطر تسرب الغاز، وسبل حماية حياة الأشخاص، بما يساهم في نشر الوعي، والتقليص من ضحايا سوء استخدام أجهزة التدفئة وتسخين المياه. توعية الأطفال والتجار بمخاطر الغاز ولاحظت "المساء"، أيضا، خلال زيارتها لمؤسسة 17 أكتوبر بباش جراح، إشراف الأساتذة على برمجة أنشطة ومواضيع لرفع مستوى الحس المدني لدى التلميذ، بالموازاة مع الحملات التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية ضد أخطار التسمم بأحادي أكسيد الكربون، والتي تقوم بشرح كيفية الوقاية من حالات الاختناق عند استعمال أجهزة التدفئة، مع التأكيد على ضرورة ترك منافذ للتهوية. كما تواصل مصالح الرقابة لوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية بدورها، حملاتها ضد التجار الذين يعرضون أجهزة غير مطابقة لمعايير السلامة أو المغشوشة بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، مع الحرص على توعية المستهلكين بضرورة اقتناء الأجهزة المدعمة بكواشف الغاز؛ للوقاية من التسممات بأحادي أكسيد الكربون. وأجمع أهل الاختصاص في حديثهم مع "المساء"، على أن الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع عدد ضحايا أكسيد الكربون، تعود إلى عدم تفقّد الأنبوب الواصل بين الأسطوانة والمدفأة في كل فترة، وكذا عدم استبدال مانعة التسرب، وعدم استبدال الأسطوانة، والتأكد من صلاحية الصمام الرئيسي، مع وضع المدفأة في غرف تفتقد لمنافذ التهوية، إلى جانب تركيب سخانات الغاز داخل الحمّام أو في الأماكن المغلقة داخل المنزل؛ فهي تؤدي كلها، حسب تأكيدهم، إلى الاختناق؛ بسبب إمكانية تسرب الغاز الخانق. وأشاروا إلى سوء استخدام أسطوانات الغاز أثناء الطهو، الذي له دور كبير ومهم في عملية الاختناق، حيث يكثر استخدام وسائل التدفئة المختلفة، خصوصا تلك التي تعمل بالوقود، والتي تتطلب الحذر الشديد في اتباع الطرق السليمة والصحيحة في كيفية تشغيلها، وإطفائها، وكيفية تزويدها بالوقود، كل هذا يشكل خطرا كبيرا على الإنسان، يوضح مصدرنا. ومن أهم الممارسات الخاطئة في استخدام المدافئ وضعها داخل الحمّام أثناء عملية الاستحمام؛ ما يؤدي إلى زيادة نسبة الغازات السامة والخانقة الناتجة عن عملية الاحتراق، مثل ما حدث الأربعاء المنصرم بحي 20 أوت بباش جراح، حسبما وقفت عليه "المساء"، حيث تدخلت وحدات الحماية المدنية لإنقاذ أم وابنتها تعرّضتا للاختناق بالغاز المحروق في الحمّام. دعوة لحسن اختيار أجهزة التدفئة حذّرت منظمات حماية المستهلك عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، من الاستعمال العشوائي للمدفآت، وعدم صيانتها قبل الاستعمال، لا سيما أن بعض المواطنين يستعملون أجهزة مغشوشة وغير مطابقة لمعايير الأمان في الأسواق، وحتى وجود قطع غيار لهذه الأجهزة مقلّدة، ومغشوشة. كما إن غياب أجهزة الرقابة والتقنيات التي تسمح بالتأكد التام من سلامة الأجهزة، وأيضا افتقاد معايير الرقابة المخبرية التي تسمح بغربلة ما يدخل إلى الأسواق من أجهزة تدفئة، "زاد الطين بلة"، لا سيما مع تزايد الخطر الكبير والداهم الذي تشكله هذه الأجهزة المغشوشة وغير الآمنة على حياة المواطنين، التي تتسبب في وقوع حوادث اختناق، وانفجارات في كثير من الأحيان. ومن جهتهم، أشار تجار بيع أجهزة التدفئة الى جهل عدد كبير من المواطنين وتعمّدهم استعمال أجهزة تدفئة مستعملة أو رخيصة الثمن. وكثيرا ما يلجأ هؤلاء مع بداية دخول فصل الشتاء، إلى أسواق الخردة لاقتناء أجهزة التدفئة المعطلة التي يعيدون تصليحها، واستعمالها داخل غرف النوم؛ يقول أحد باعة هذه الأجهزة بسوق الدويرة في العاصمة، إن "بعض المواطنين يعمدون إلى اقتناء أجهزة قديمة نتيجة ضيق الحال؛ لأن ثمنها يبقى في متناولهم مقارنة بثمن أجهزة التدفئة الجديدة. ويضيف البائع أن هناك في السوق ما هو أخطر من أجهزة التدفئة المستعملة، وهي الأجهزة المقلدة التي لا يستطيع المشتري التفريق بينها وبين الأصلية منها، والتي قد تتسبب في حوادث اختناق كثيرة إذا لم يتم الانتباه لها، والتحذير منها. "سونلغاز" تنصح بالتهوية وتركيب أجهزة الإنذار حذّرت شركة "سونلغاز" في عدة بيانات لها، من أخطار عدم تنظيف مصفاة أجهزة التدفئة، ومن مخاطر إغلاق فتحات التهوية أثناء إجراء أشغال التحويلات والتعديلات داخل السكنات؛ باعتبارها ضرورية، موضحة أن الغازات المحترقة وبالأخص غاز أول أوكسيد الكربون، هي أكبر متسبب في الاختناقات والوفيات. كما ذكرت أن من بين الأسباب، كذلك، عدم احترام مقاييس الأمان أثناء تركيب تجهيزات التدفئة، لا سيما في ما يتعلق بالتهوية وإغلاق الصمامات بشكل جيد، داعية المواطنين إلى اختيار سبّاك مؤهل من قبل مصالح "سونلغاز" ؛ لأنه يملك الخبرة، ويضمن عملية الترصيص وفق المقاييس؛ لتفادي التسربات. كما شددت هذه الأخيرة على ضرورة تركيب أجهزة الإنذار "كواشف تسرب الغاز"، وعدم نزعها؛ لأنها تساعد على كشف تسربات الغاز. وعي المواطن مطلوب وبخصوص تسربات الغاز وما يحصده من أرواح كل سنة، أكد بعض المواطنين أنه راجع لعدم الاستجابة للحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف الأجهزة، من حماية مدنية ودرك وغيرهما، إلا أن أخبار الموت بالغاز تطل مع بداية كل فصل شتاء، من خلال تعرّض عائلات بأكملها للاختناق بالغاز، أو انفجارات في المنازل والمستودعات نتيجة تسرب الغاز الذي غفل الناس عن مراقبته. ويبدو أن كل هذه الحوادث لم تردع الكثير من المواطنين لتوخي الحذر، والتعامل مع الغاز ومختلف الأخطار الأخرى بجدية أكبر. والدليل على ذلك أن الحوادث ماتزال تتكرر رغم حملات التوعية والتحسيس. للإشارة، فإن مختلف الوحدات على غرار الحماية المدنية تطلق حملة تحسيسية للوقاية من الحوادث المنزلية والاختناقات الناجمة عن تسربات الغاز، خاصة غاز أحادي الكربون مع بداية السنة إلى غاية شهر أفريل من كل سنة، وهذا للتوعية من أخطار حوادث الاختناق والتسمم بغاز أحادي الكاربون (القاتل الصامت)، الذي لا لون ولا رائحة له، ويسجل عددا كبيرا من الضحايا سنويا بالتزامن مع موسم الشتاء، خاصة بالأحياء السكنية الجديدة.