تنطلق فعاليات المهرجان الثقافي الوطني الأول للإنشاد "مقامات" في غرداية، اليوم الأحد، وذلك في أجواء ثقافية وفنية تحتفي بالأصالة والهوية، وترفع شعار "ذاكرة الأرض ووجدان الأمة". ويأتي هذا الحدث الثقافي الوطني ليكون مساحة فنية وروحية تجمع المنشدين والباحثين والجمعيات الثقافية، وتسعى إلى إحياء فنّ الإنشاد الأصيل، وترسيخ حضوره كرافد ثقافي يعكس عمق الهوية الوطنية وصدق التعبير، ويعزّز قيم الانتماء والجمال والكلمة الهادفة. يهدف المهرجان إلى ربط الماضي بالحاضر، واستحضار الذاكرة الجماعية من خلال المقامات والأنغام، وإتاحة فضاءات للتبادل الفني والفكري، واكتشاف الطاقات الشابة، وتكريم التجارب الإبداعية المتميزة في مجال الإنشاد. وينتظر أن ينطلق حفل الافتتاح مساء اليوم بقاعة سينما "مزاب" في بلدية غرداية، بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي. يُعدّ هذا الحدث الثقافي الوطني موعدًا فنيًا مميّزًا يجمع نخبة من المنشدين والفرق الإنشادية من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب باحثين ومهتمين بالشأن الثقافي، في برنامج ثريّ يجمع بين العروض الفنية الراقية، واللقاءات الفكرية، والفضاءات الإبداعية التي تُبرز مكانة فنّ الإنشاد كرافد أصيل من روافد الثقافة الوطنية. يهدف مهرجان "مقامات" إلى ترسيخ فنّ الإنشاد الأصيل، والحفاظ على الذاكرة الفنية والروحية، إضافة إلى اكتشاف الطاقات الشابة وتكريم التجارب المتميّزة، بما يعكس عمق الانتماء وصدق التعبير، ويعزّز حضور هذا الفن في المشهد الثقافي الجزائري. وتتوزّع فعاليات المهرجان على عدّة فضاءات ثقافية بمدينة غرداية، حيث سيكون الجمهور على موعد مع سهرات إنشادية تستحضر المقامات الأصيلة والكلمة الهادفة، إلى جانب ندوات فكرية تناقش أبعاد الإنشاد ودوره في حفظ الذاكرة الجماعية وتعزيز القيم الإنسانية والوطنية. وأكّدت محافظة المهرجان أن هذه الطبعة الأولى تمثّل لبنة أساسية لتأسيس تقليد ثقافي سنوي، يربط بين الماضي والحاضر، ويجعل من الإنشاد جسراً للتواصل بين الأجيال، ومنبرًا للتعبير الفني الراقي، ويُنتظر أن يشهد المهرجان إقبالًا لافتًا من جمهور الفن الهادف والأسرة الثقافية، في احتفال وطني يُنشد فيه الوطن، وتتكلم فيه الذاكرة، ويزهر فيه الوجدان. وخصّص المهرجان برنامجا جواريا في عدد من الولايات، وهي الأغواط، ورقلة، المنيعة، الجلفة ووادي سوف، وذلك بهدف توسيع دائرة التفاعل الثقافي وتقريب فنّ الإنشاد الأصيل من الجمهور، من خلال أمسيات فنية إنشادية تحتضنها دار الثقافة "الحاج عبد الله بن كريو" بولاية الأغواط بمشاركة فرقة رضوان السمعي من غرداية، ودار الثقافة "مفدي زكريا" بورقلة مع فرقة "نسيمات المدى"، إلى جانب دار الشباب بالمنيعة التي تستضيف فرقة "المنار" للإنشاد من متليلي. ويحتضن المسرح الجهوي "أحمد بن بوزيد" بولاية الجلفة أمسية إنشادية من تنشيط فرقة شباب الفردوس من بسكرة، فيما تستضيف دار الثقافة محمد الأمين العمودي بولاية وادي سوف عرضًا فنيًا تقدمه جمعية الفهم للفن والأدب بوهرة. ويأتي هذا البرنامج تأكيدًا لحرص محافظة المهرجان على ترسيخ فنّ الإنشاد كجسر ثقافي جامع، وإحياء الذاكرة الفنية، وتعزيز القيم الروحية والجمالية لدى الجمهور.