أبرز أكاديميون وأدباء وباحثون الدور الحيوي الذي تلعبه وسائل الإعلام في تطوير وترقية اللغة العربية والحفاظ على الهوية الوطنية، من خلال تطوير المصطلح الإعلامي ليواكب التحولات الرقمية. أجمع المختصون في تصريحات لوكالة الأنباء، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية المصادف ل18 ديسمبر من كل عام، على ضرورة ترقية اللغة العربية في مجال الممارسة الإعلامية، خصوصا في ظل تحديات وسائل التواصل الرقمية الحديثة. في هذا الإطار شدد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، على "أهمية وسائل الإعلام ودورها الجوهري في الحفاظ على اللغة العربية وترقيتها" وفي "صناعة الوعي وترسيخ الانسجام الجمعي، خاصة في ظل تحديات العولمة والتكنولوجيات الحديثة". وأكد على ضرورة ترقية الأداء اللغوي في محتويات البرامج والمواد الإعلامية الموجهة للجمهور وكذا تطوير المصطلح الإعلامي ليواكب التحولات الرقمية، بالإضافة إلى تشجيع المحتوى الإعلامي الهادف باللغة العربية عبر المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي. كما دعا في هذا الإطار إلى تعزيز التكوين في هذا المجال من أجل "صياغة خطاب إعلامي باستعمال لغة عربية سليمة لما لهذا الجانب من دور هام في الارتقاء بالمستوى اللغوي"، لافتا إلى أن المجلس "يرافق دوريا الإعلاميين عبر مختلف المؤسسات الإعلامية ويدعمهم في تحسين قدراتهم اللغوية". بدوره أشار رئيس لجنة ازدهار اللغة العربية وتطويرها بالمجلس، عبد المجيد سالمي، إلى أن "الحفاظ على الهوية الثقافية في عصر العالمية الرقمية لا يتحقق إلا بإعلام مسؤول يتعامل مع اللغة العربية، باعتبارها أحد أهم عناصر السيادة الثقافية ويعمل على النهوض بها وتحديثها وترسيخ مكانتها في الحياة اليومية للمجتمع العربي". ولفت المتحدث، إلى أن اللغة العربية "تواجه اليوم تحديات كبيرة بفعل هيمنة المحتوى الرقمي الأجنبي، وانتشار اللهجات وسيادة الخطاب السريع المختزل الذي تفرضه شبكات التواصل الاجتماعي"، مشيرا إلى أن "إنتاج محتوى رقمي بلغة عربية سليمة هو السبيل للحفاظ على توسيع رقعة استعمال العربية وتواصلها بين الأجيال". من جانبه أبرز عضو المجلس، نوار لعبيدي، ضرورة إيلاء العناية القصوى للغة في التواصل، خاصة وأن الصحافة -كما قال- تعد "أكبر وسيلة للتأثير اللغوي والثقافي وحتى الفكري في ظل الرقمنة والوسائط الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي"، فيما شدد رئيس لجنة تعميم استعمال اللغة العربية في الميادين العلمية والتكنولوجية بالمجلس، حبيب مونسي، على دور وسائل الإعلام في ترقية اللغة العربية، لاسيما عبر "التربية الإعلامية" من أجل مواجهة التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.