ستكون اليوم عيون الرياضيين في العالم وبشكل خاص عشاق كرة القدم، مشدودة إلى مركز كيب تاون الدولي للمؤتمرات بجنوب إفريقيا، حيث يجتمع المكتب التنفيذي للاتحادية الدولية لكرة القدم تحت رئاسة جوزيف بلاتير من اجل النظر في عدة ملفات شائكة تتعلق بمباريات تصفيات كأس العالم 2010 وبشكل خاص ملف مصر - الجزائر، الذي أسال الكثير من الحبر وكان محل جدل كبير في الأوساط الكروية على كل المستويات، بسبب التجاوزات الخطيرة التي تسبب فيها الطرف المصري في مباراة العودة بالقاهرة، حيث كان الفريق الوطني الجزائري عرضة لاعتداء سافر ألحق جروحا خطيرة ب"الخضر" وهم في طريقهم من مطار القاهرة الى فندق إقامتهم. هذا الاعتداء الذي وقف عليه ممثل "الفيفا" الذي كان أيضا شاهدا على المضايقات التي حدثت داخل الفندق وعند نهاية المباراة، فضلا عن انحراف الجمهور المصري عن الروح الرياضية، وتجلى ذلك في محاصرته للأنصار الجزائريين داخل الملعب والاعتداء عليهم في شوارع القاهرة. وكانت الاتحادية الجزائرية قد أودعت لدى "الفيفا" ملفا يتضمن كل حيثيات تلك التجاوزات ودعمته بأدلة مادية تثبت مسؤولية الاتحادية المصرية في ما وقع للمنتخب الوطني وأنصاره بالقاهرة، فضلا عن أن صور الأشرطة التي بثتها قنوات رياضية عالمية عديدة حول تلك التجاوزات، لم تترك لسمير زاهر وجماعته مجالا كبيرا لإثبات العكس، وهو ما دفعهم إلى "فبركة" ملف خال من الأدلة، لا يعدو أن يكون سوى افتراءات غير مؤسسة أرادوا من خلالها ايهام مسؤولي "الفيفا" وتضليل الرأي العام الدولي، الذي ندد في أغلبيته بالتجاوزات التي ذهب ضحيتها الجزائريون، بل أثنى كثيرا على منتخب الجزائر وطاقميه الفني والإداري لتمسكهم الكبير بالروح الرياضية رغم صعوبة الموقف. ويعتقد المصريون أن الحملة الإعلامية المسعورة التي قادوها ضد بلادنا وبنوا عليها اتهامات باطلة ضد الانصار الجزائريين الذين تنقلوا إلى الخرطوم، ستكون كافية لقلب الموازين لصالحهم قبل ان تنقلب عليهم بعدما اتضح ان مزاعمهم كانت كاذبة وغير مؤسسة، لا سيما وأن السلطات السودانية أكدت بشكل واضح إجراء المباراة الفاصلة في ظروف جيدة مما جعل اتحادية بلدها تتلقى التشكرات من "الفيفا" على حسن التنظيم بملعب أم درمان. وبالرغم من عدم تسرب أي شيء عن العقوبات التي ستصدرها "الفيفا"، الا أن العارفين بنوع الإجراءات التي تتخذها لجنة انضباط الهيئة الدولية الكروية في مثل هذه الحالة، يتوقعون صدور عقوبات قاسية ضد الاتحادية المصرية قد تصل إلى حد حرمان منتخب "الفراعنة" من جمهوره في كل المباريات الرسمية القادمة التي سيجريها في مصر، فضلا عن الغرامات المالية الكبيرة التي ستفرض على الهيئة الفدرالية المصرية. ولا شك أيضا أن لجنة الانضباط التابعة ل"الفيفا" لن تستثني من هذه الإجراءات العقابية سمير زاهر، الذي سيدفع ثمنا باهظا بسبب مسؤوليته المباشرة في تلك التجاوزات التي هزت مشاعر الرياضيين عبر أنحاء العالم.