أزيد من عشرين سنة هو العمر الفني للمطرب الشعبي عبد الرزاق قنيف، صاحب الصوت المميز، يعشق الفن حد النخاع ويبحث عن التجديد دوما، قريبا سيصدر عمله الجديد الذي أراده أن يكون حاملا لبصمته الخاصة على خلاف الألبومات السابقة، "المساء" استضافته ونقلت لكم هذا الحوار... -"المساء": ما هو جديدك الفني؟ *عبد الرزاق قنيف: لقد سجلت ألبوما غنائيا في الطابع الذي أعشقه وهو متنوع من الأغاني الجديدة وأغاني من التراث، إلا أنني ركزت هذه المرة على الجديد، ومن بين الأغاني »الباهية الجزائر« وهي أغنية حب للجزائر، »علاش تلومني« وهي جديدة كلمات، لحنا وأداء، ومن التراث اخترت »كف ملامك لا تلومني« للشيخ الندرومي، »قولو لزينة الآسم« و»أراسي انوصيك« لابن علي. - ما سر ميلك إلى الأغاني الشعبية التراثية؟ * بكل بساطة، لأن الكثير منها يستطيع ترجمة آحاسيسي وأفكاري كما يحمل جزءا وافرا من ثقافتنا وعاداتنا، ولهذا رأيت أنها ينبوع جمال يجب الاغتراف منه فاخترت ما وجدته مناسبا لي. - مع من تعاملت في هذا الألبوم؟ * مع مرزاق بواشواح كلمات وألحانا، لقد التقينا في الصيف الفارط وقدم لي خمس أغان، اخترت منها ما يناسبني، في حين لم نتفق على اسم أغنية حيث وضع لها عنوان »أنت الخاسرة« ولم أوافق على التسمية ومازلت أفكر في اسم لائق. - لماذا لم يعجبك عنوان »أنت الخاسرة«؟ * هناك كلمات أشعر أنها ثقيلة الوزن كما أنها هجومية، أنا أقدر المرأة كثيرا وأرفض أن أحدثها بهذا الأسلوب، فأنا شخصيا أفضل القصائد التفاؤلية والكتابات الإيجابية، رغم أن الجانب السلبي مطلوب بقوة وخصوصا الشق الذي يضع المرأة في قفص الاتهام. - لكن توجد العشرات من الكتابات في هذا النوع؟ * صراحة، أرى أنها لا تخضع للموضوعية، فكل العيون تقع على طرف دون آخر وغالبا ما يكون الكاتب أنانيا إلى أبعد الحدود، وأظن أن من صفات الفنان الإحساس والشاعرية. - لا يختلف اثنان على أن القصائد القديمة أيضا كانت ترتدي ثوب السلبيات والتخويف؟ * صراحة نعم، فأحيانا أقف حائرا أمام بعض القصائد والأغاني التي رددها أشخاص كبار ولا أحبذ ذكر الأسماء، والتي تحمل في طياتها مدلولات سلبية جدا، كعدم الثقة في الجميع أو رد فعل شرب الخمر إلى الابتلاء من الله عز وجل وغيرها من الأشياء، وأظن أن الأمر لا يتعدى البحث عن الشهرة والمال فقط، ولا توجد أية رسالة سامية، لكن الأمر الذي أود قوله، هو أن التاريخ لا يرحم. - في نظرك كيف يمكن الحصول على لقب فنان؟ * إتقان العمل شرط ضروري وأساسي للحصول على لقب فنان، فالعمل المتقن ليس وليد الكلمة وإنما الفعل وهذا ما يصنع التغيير. - كيف ترى وضع الأغنية الشعبية؟ * الأغنية الشعبية لا تزال محافظة على مكانتها الوسطية، فلاهي فوق فوق ولا هي تحت، فرغم التطور التكنولوجي إلا أنها تحظى بحصة الأسد لدى الجزائري لأنها جزء من ثقافتنا، مثل طبق الكسكي باللحم الذي يزين قعدات العشاء الجزائري. - هل ترى خليفة للعميد الهاشمي قروابي؟ * صراحة لا يوجد إنسان يستطيع أخذ مكان آخر، فهناك من يستطيع الوصول إلى مكانته تقنيا ويمكن أن يكون أقل منه أو أحسن منه، لكن مثله هذا أمر مستحيل، وحاليا لا يوجد.