ناقش عدد من الجمعيات والشخصيات الثقافية بقسنطينة نهاية الأسبوع الفارط بدارالثقافة "محمد العيد آل خليفة" واقع الثقافة بعاصمة الشرق الجزائري، حيث تم تشريح الوضع الثقافي والتطرق إلى الإيجابيات والسلبيات مع رسم صورة للآفاق المستقبلية· اللقاء الذي حضرته حوالي57 جمعية وشخصية ثقافية طرح إشكالية الاستفادة من الدعم الموجه للجمعيات المحسوبة على قطاع الثقافة والتي لا تمت لا من قريب ولا من بعيد لهذا القطاع، كما تطرق المتدخلون إلى ضرورة تعديل قانون الجمعيات بما يفيد قطاع الثقافة، ووقفوا عند إشكالية غياب التنسيق فيما بين الجمعيات الفاعلة في القطاع وهو الأمر الذي حاول مدير مركز الاعلام وتنشيط الشباب بالولاية معالجته من خلال تنظيم مثل هذه الملتقيات· السيد محمد العلمي وخلال تدخله في هذا اللقاء الذي حمل شعار"الجمعيات والشخصيات الثقافية، ركيزة التنمية الثقافية المحلية"، وقف عند الواقع المر الذي تعيشه الساحة الثقافية بالولاية حيث أكد أن هناك شبه انحراف بالعمل الثقافي في غياب المنهجية والتأطير من طرف المختصين وأعطى مثلا على ذلك فن العيساوة الذي يعتبر من الممارسات القديمة جدا والتي تعود إلى القرن ال11 وتداولت إلى يومنا هذا وكانت حسب نفس المتدخل إلى غاية السبعينيات من القرن الماضي تحمل الأبعاد الروحية والثقافية وكلنها الآن فقدت هذه الأبعاد رغم وجود عدد هائل من الجمعيات التي تتبنى هذا الفن وذلك بسبب غياب الهيكلة، التأطير والتقييم حسب رأي السيد محمد العلمي الذي أشار أيضا إلى غياب العمل الجدي والفراغ الرهيب في الجانب التاريخي حول مدينة قسنطينة وتساءل عن غياب المعلومات حتى عن رموز قسنطينة على غرار الولي الصالح سيدي راشد الذي لا يعلم عنه إلا القليل· مدير مركز الاعلام وتنشيط الشباب أكد على شساعة الهوة بين العمل الأكاديمي الجامعي وممارسي الثقافة بقسنطينة، حيث أضاف أن القسنطيني يبقى ضحية وضع ومتواطئا في هذا الوضع كونه ينتمي الى مدينة العلم والعلماء· السيد العلمي محمد طرح العديد من الإشكاليات في هذا اللقاء وأمام الجمعيات الفاعلة في هذا المجال، حيث تساءل عن دور هذه الجمعيات وهل هي في مستوى تطلعات المدينة، وهل هذه الجمعيات في مختلف اختصاصاتها تشهد نوعا من التكفل بأهدافها؟· ورغم كل هذا فإن تقييم السيد محمد العلمي للوضع كان ايجابيا، حيث أكد أن قسنطينة تملك من الإمكانيات ما يجعلها تحجز مقعدا دائما في مجال الثقافة على المستوى الوطني، حيث طلب من أهل الاختصاص والجمعيات الناشطة في مجال الثقافة أن تهتم أكثر بنوعية الأعمال المقدمة وأن تبتعد عن العمل النقابي والإداري على حساب الثقافة للنهوض بهذا القطاع وإبراز التراث القسنطيني خاصة وأن الأرضية لا تزال خصبة حسب نفس المتحدث الذي سجل بأسف فوز جمعيات من غرب البلاد بالمراكز الأولى في موسيقى المالوف، بمعهد المالوف دون أن تبرز الجمعيات القسنطينية خلال المهرجان الوطني للمالوف الذي احتضنته قسنطينة صيف 2007·