يعد هبوط مستوى الدم الفجائي لدى مريض السكري من أهم المشاكل التي يتعرض لها، والتي تقلقه باعتباره مقدمة لأعراض قد تكون خطيرة على حياة المصاب بهذا المرض المزمن، لذا من الضروري معرفة هذا الجانب من الحياة اليومية للمريض، من أجل الوقاية وكذا التعامل الصحيح مع هذه الحالة عند وقوعها. وتقول أخصائية التغذية السيدة يونس شاوش، إن أهم شيء على مريض السكري إدراكه هو''مؤشرات هبوط مستوى السكر في الدم''. وهذا الجانب يدخل -حسبها- في إطار التربية التي على كل مصاب أن يتحلى بها لتجنب الأسوأ. ولايختلف الأمر بين مرضى السكري من النوع الأول أوالثاني، فرغم أن هبوط السكر يتعرض إليه أكثر المستخدمون للأنسولين، إلا أن المصابين بالصنف الآخر الذي يعتمد على الدواء، عليهم إدراك كل هذه الأمور، لأنهم سيتحولون إلى الأنسولين عاجلا أوآجلا -حسب محدثتنا- لأن الأدوية محدودة الفعالية ومع الوقت تصبح غير مجدية. ثاني أهم شيء على المريض أن يتعلمه، هو كيفية قياس السكر في الدم، كما تقول السيدة شاوش، لأن هناك درجات لهبوط الدم، فبين1غ أو3,1غ سكر في الدم، لايمكن اعتباره في الحقيقة هبوطا في السكر، وإنما الإحساس بالهبوط راجع إلى كون جسم الشخص تعوّد على أن يعيش ب 2غ أوأكثر من نسبة السكر في الدم، لذا يشعر بأعراض الهبوط. إلا أن الأكيد أن هناك حالات خطيرة من هبوط السكر في الدم لايجب أن نهملها، لذا إذا كان الشخص الذي يتعرض لها في الخارج، عليه دائما أن يحتاط وأن يحمل معه سكريات، ولأنه في هذه الحالة لايمكنه أن يقيس السكر، فالأجدى أن يتناول أي شيء حلو مثل عصير أومشروب غازي، مع الانتباه إلى أن لايكون ''لايت''، أي خال من السكر. تقول محدثتنا: ''إذا كان المريض في الخارج وليس لديه جهاز القياس، فبمجرد أن يحس بهبوط، عليه أن يتناول شيئا حلوا، فإذا كانت نسبة السكر 6,0 أو أدنى من ذلك، يشرب شيئا حلوا؛ مثل كأس عصير أومشروب غازي، أويضع 3 قطع سكر في الماء، أويتناول 3 ملاعق سكر. ومن الجيد أن يتناول قطعة خبز إذا أمكنه ذلك حتى يخزن السكر....إذا كان في مكان لاتتوفر فيه هذه المواد، فإن تناول أي شيء حلو كجلة حلوى أو شوكولاطة أو حبة تمر ضروري.. وإذا كان يسير، يجب أن يتوقف.. أي يجب أن يتوقف عن ممارسة أي نشاط يقوم به حين شعوره بهبوط السكر... وإذا كان الهبوط ليس حادا، يمكن أن يأخذ فاكهة أوخبزا أوبسكويتا، أما إذا كان الهبوط جد حاد، فلا نعطيه الماء والسكر، لاسيما للمريض الذي يعالج بالأنسولين، هناك حقنة الغلوكاغون التي يمكنها أن تعالج المشكل بسرعة، لكنها لا تستخدم في الصنف الآخر''. ويبقى اتباع حمية غذائية صحيحة، ومتابعة تطور نسبة السكر في الدم طيلة اليوم عن طريق استخدام الأجهزة الخاصة، من أهم الوصايا التي تنصح بها المختصة، وذلك بغية التعامل بطريقة صحيحة مع كل هذه المشاكل التي يتعرض لها مريض السكري، والتي هي في الأساس عادية ولايجب أن تشكل اِنشغالا لديه.