لم يبق أمام مولودية الجزائر سوى التفكير في تفادي السقوط والتركيز على كأس الجمهورية من أجل إنقاذ الموسم، وإذا كانت إدارة النادي قد حملت إلى حد الآن المدرب براتشي مسؤولية كل المساوئ التي لحقت بالفريق وقامت بإقالته، فإن اللاعبين لن يكونوا في منأى عن التعرض لعقوبات مالية أو حتى الإقصاء من التعداد في حالة الفشل في منافسة الكأس، حسب مصادر قريبة من النادي، أكدت أن هذا التحذير جاء من رئيس الفرع عمر غريب، الذي يدرك جيدا الانعكاسات التي ستقع عليه وعلى زملائه في إدارة العميد، في حالة التعثر يوم الجمعة أمام اتحاد عين البيضاء لحساب الدور السادس عشر من الكأس. وتعد منافسة الكأس فرصة لزملاء كودري من أجل إعادة بعث الحيوية داخل الفريق، كما أنهم متأكدون من ان التأهل إلى الدور القادم من الكأس يعد الوسيلة الوحيدة التي ستمكنهم من إعادة علاقاتهم مع الأنصار إلى حالتها الطبيعية، وقد بدأوا يشعرون بأن الأمور لن تكون كما كانت عليه في السابق بعد ان تلقى المدرب كمال بوهلال الضوء الأخضر من المسيرين لكي يفرض انضباطا صارما في صفوف الفريق، مع استفادته من كامل الحرية في اختيار التعداد الذي سيعتمد عليه أمام تشكيلة عين البيضاء، حيث يتوقع ان يقوم الطاقم الفني بإحداث بعض التغييرات على التشكيلة التي كان يعتمد عليها عادة براتشي، وهو يريد الآن ان يعطي فرصة اللعب مع الفريق الأساسي للعناصر التي همشها التقني الفرنسي، من خلال استغلال عدم جاهزية المصابين من الناحية البدنية مثل يونس وموبيطانغ وجغبالة وسايح وأيضا أمير سعيود، الذي يكون قد طلب إعفاءه من المشاركة في مباراة الكأس إلى غاية تعافيه نهائيا من التشنج العضلي الذي يشكو منه، فضلا عن أنه لا يزال متأثرا بالانتقادات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة. بوهلال يطالب بتدعيم العارضة الفنية واإا كان بوهلال قد تفادى الإدلاء بآراء تقنية معمقة حول الفريق قبل انسحاب براتشي، فإنه أصبح ملما جدا بمستوى كل لاعب داخل التشكيلة وان تواجده وحيدا في العارضة الفنية يعد فرصة له لتطبيق اختياراته على جميع الأصعدة، حتى وان أكد في الفترة الأخيرة انه يحبذ العمل الجماعي، حيث حاول تمرير رسالة لمسيري النادي من أجل الإسراع في تعيين مدرب جديد يعمل معه في العارضة الفنية، لإدراكه أن المهمة ليست سهلة في قيادة فريق بحجم مولودية الجزائر، غير أن بوهلال سعى إلى طمأنة الأنصار بأنه قادر على رفع التحدي والسير بالفريق إلى تحقيق نتائج إيجابية في البطولة، بعدما لقي تجاوبا كبيرا من اللاعبين في طريقة العمل التي يقود بها المجموعة. وقد حاول بوهلال طيلة هذا الأسبوع التنويع في التحضيرات، من خلال إجراء حصص لتقوية العضلات وأخرى للتطبيقات التكتيكية المختلفة. التخوف الوحيد الذي يؤرق المدرب كمال بوهلال، هو احتمال عزوف عدد كبير من الأنصار عن المجيء الى ملعب بولوغين بعدما خابت آمالهم في الفريق.