تُعد جمعية الأفراح لولاية وهران التي تضم مجموعة من النساء المتخصصات في المديح والفقيرات أو كما يطلقن على أنفسهن فرقة “المدّاحات”، واحدة من الفرق الفنية المهتمة بالغناء الصوفي، والتي تسعى لترقية وتطوير هذا الفن والحفاظ عليه؛ لكونه موروثا ثقافيا أصيلا, «المساء” التقت بالشيخة ياسمينة بقصر الثقافة والفنون لسكيكدة وأجرت معها هذه الدردشة.. المساء: من تكون جمعية الأفراح؟ الشيخة ياسمينة: جمعية من الجمعيات النسوية المعروفة بوهران الباهية، متخصصة في المديح، تأسست سنة 2012 رغم أن جل السيدات بالجمعية سبق لهن العمل ضمن فرقة الفقيرات لوهران منذ سنة 1985م، حيث أحيينا العديد من حفلات الأعراس والختان على مستوى وهران وكذا الجهة الغربية من الوطن وحتى على المستوى الوطني. وفي الأصل، الفرقة تتكون من مجموعتين، تضم كل مجموعة 05 نسوة، الأولى متخصصة في المديح والثانية في الفقيرات..
ما الفرق بين “المدّاحات والفقيرات”؟ الفرق الموجود هو في الوسائل المستعمَلة، ففي الفقيرات نستعمل الوسائل الغنائية البسيطة كآلة الكمان والڤلاّل والطبلة مع الاستعانة بكلمات مختلفة، سواء في المديح الديني أو في أنواع أخرى من الأغاني الخفيفة التي نقدّمها، بينما في المداحات نعتمد على الآلات التقليدية كالدف والڤلال والطبلة، ونستعمل بكثرة الكلمات الصوفية خاصة تلك التي تتغنى بخير الأنام صلى الله عليه وسلم.
كيف تنظرين إلى هذا النوع من الفن الذي تؤديه النسوة فقط؟ أعتقد أنه فن من فنون التصوف، وهو من التراث الذي اشتهرت به المنطقة التي قد تتميز عن غيرها بالكمّ الهائل من الفرق النسوية المتخصصة في الفقيرات والمديح، ففي وهران تقليد، إذ لا يمكن أن يكون هناك حفل زفاف أو ختان دون المداحات، اللواتي يقمن بإحياء السهرات الخاصة بالنساء فقط، فالعروس “تتصدّر” وتوضع لها الحناء بحضور المداحات، لهذا نحن، كجمعية، نسعى للحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي عرف خلال السنوات الأخيرة بعض التراجع بسبب عوامل عدة، منها ظهور أنواع مختلفة من الغناء كالراي..
كيف تنظرين إلى مستقبل هذا النوع من الفن؟ طبعا بقاء هذا الفن مرهون بمدى سهرنا على حمايته وترقيته وتطويره من خلال تعليمه للشابات، وهذا فعلا ما نسعى إليه داخل الجمعية، خاصة أن العديد من النسوة ممن كنّ يحترفنه إما اعتزلنه وإما انتقلن إلى رحمة الله، لذا رأينا من واجبنا إعادة إحيائه...
هل لنا أن نعرف بعض الأسماء النسوية اللواتي ذاع صيتهن في هذا النوع من الغناء؟ بوهران خاصة هناك العديد من الأسماء، نذكر من بينهن الشيخة خديجة متخصصة في الغناء والعزف على آلة الكمان، وكذا الفنانة الكبيرة الرميثي وكذا البغداديين و«المساعدة”..
نريد أن نعرف هل هناك فرق بين النوع الذي تؤدّيه فرقتك ونوع العيساوية؟ في الواقع كلاهما من الغناء الصوفي، لكن يبقى الفرق كامنا في الآلات المستعمَلة كالدف والمزمار عند العيساوية، ضف إلى ذلك فإن تشكيلة الفرقة من الرجال.
كلمة أخيرة.. أشكر “المساء” على الفرصة التي أتاحتها لنا للتعريف بهذا النوع من الغناء الصوفي التراثي النسوي، ومن خلالها أوجّه تشكراتنا للسيدة مديرة الثقافة لولاية وهران، على الجهد الذي تبذله من أجل ترقية الثقافة في الولاية، ومنها الفن الأصيل.