تميّزت سهرات الأسبوع الأول من شهر رمضان بباتنة، بالطرب والمسرح والعروض الفلكلورية المتنوّعة التي تصحبها فرق البارود. وأعطى هذا الطبق الثقافي المتنوّع الذي أُعدّ بالمناسبة من طرف مسرح باتنة الجهوي ودار الثقافة «محمد العيد آل خليفة» وكذا لجنة الحفلات لمدينة باتنة، فرصة للعائلات لتختار كيفية قضاء سهراتها الرمضانية بعد الإفطار وصلاة التراويح. وتلبيةً لرغبة عشّاق أبي الفنون الذي أصبح له جمهور عريض في عاصمة الأوراس، حرص المسرح الجهوي، حسب رئيس مصلحة البرمجة والتوزيع السيد جمال الصغير، على برمجة 24 عرضا مسرحيا لفرق من مختلف أنحاء الوطن. وسيتمكّن عشّاق الخشبة بباتنة من الاستمتاع بأحدث ما أنتجته المسارح الجهوية وبعض الفرق المسرحية، مثل «رحلة قطار» لمسرح العلمة الجهوي من ولاية سطيف، «العرضة» لمسرح قسنطينة الجهوي، «العودة» للتعاونية الثقافية بور سعيد لباب الزوار من الجزائر العاصمة، «المذنبون» لمسرح باتنة الجهوي و»النحس والقبطان» لتعاونية الربيع من عاصمة الأوراس كذلك. أما برنامج دار الثقافة «محمد العيد آل خليفة» فحمل أكثر من 15 حفلا فنيا لعشاق الطرب، امتزج فيه الشاوي المحلي والعاصمي وكذا الشعبي والمالوف، ولم يغب عنه طابع العيساوة الذي أصبح يستهوي الكثير من الأسماع محليا. وبعد إحياء السهرة الرمضانية الأولى من طرف جمعية فرقة «المستقبل» بباتنة، يأتي دور الكثير من الفرق والأسماء الفنية المعروفة، من بينها المطرب زين الدين بوشعالة من قسنطينة والمطربة دينا من الجزائر العاصمة وكذا أمير بوروبة في الطابع الشاوي. ولم تتخلّف لجنة الحفلات لمدينة باتنة عن هذا الموعد، وتميّز برنامجها المخصّص لشهر رمضان ضمن ليالي صيف باتنة، بالتنوّع؛ حيث سيشمل مختلف أحياء بلدية باتنة بما فيها وسط المدينة والحدائق العمومية وحتى بعض الأحياء الشعبية. وتتضمّن السهرات التي انطلقت ليلة الخامس جويلية وتكثّفت منذ دخول شهر رمضان، سهرات فنية مع مطربي المنطقة وعروضا مسرحية للكبار والصغار وأيضا استعراضات فلكلورية وفرق البارود وكذا فرق الرحابة. والمميّز في هذا النشاط، حسب رئيس المجلس الشعبي لبلدية باتنة السيد عبد الكريم ماروك، هو إقحام كلّ الجمعيات الثقافية التي استفادت من إعانات مالية للمشاركة في إعداد وكذا تفعيل هذه السهرات، التي أضفت حيوية كبيرة على عاصمة الأوراس. واستحسنت الكثير من العائلات الباتنية ممن تقربت منهم وأج هذه الالتفاتة، التي جعلت عاصمة الأوراس تسهر على وقع المسرح والطرب والفن الجميل وتودّع الخمول والنوم المبكر الذي كان سمتها منذ سنوات طويلة؛ فهي اليوم مدينة عصرية تنبض بالحياة حتى في الليل، وتوفر للساهرين أجواء تمتعهم وتبعد عنهم الركود والملل؛ فليالي باتنة أصبحت تمتد إلى الساعات الأولى من الصباح، وشوارعها وساحاتها العمومية تبقى محتفظة بحيويتها المعهودة؛ وكأن المدينة المحافظة بدأت تخرج رويدا من عزلتها وتأبى النوم المبكر، مفضلة السهر في الهواء الطلق في هذا الفصل، الذي عادة ما يكون شديد الحرارة بعاصمة الأوراس.