افتتحت صبيحة أمس، على مستوى قاعة المحاضرات بجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة، فعاليات الملتقى الدولي الثامن حول تاريخ الثورة الجزائرية بعنوان: "المعارف والغيرية والايديولوجية والممارسات الاستعمارية في الجزائر"، بمشاركة باحثين ودكاترة ومختصين في التاريخ من جامعات سكيكدة وقسنطينة والعاصمة والوادي والمسيلة والبليدة وعنابة إلى جانب باحثين من جامعات فرنسية. الدكتور علاوة بن ضيف، رئيس المجلس العلمي لكلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية، من خلال الكلمة التي ألقاها أمام الحضور، أكد أن ملتقى هذه السنة يكتسي أهمية كبيرة لكونه يتطرق إلى الأهداف الحقيقية للاستعمار الفرنسي الذي لم يكن، كما قال، مجرد مشروع اعتداء عسكري واحتلال للسلب المادي للشعب الجزائري وللأمة الجزائرية بل هو استعمار الغرض منه تدمير الهوية الجزائرية من أجل تكريس المشروع الاستعماري الفرنسي عن طريق تجنيد القوة العسكرية واستخدام طرق إدارية وقانونية الهدف منها تغيير إقليم الجزائر إلى ثلاث مستويات وهي المجال الديمغرافي والجغرافيا الثقافية والجانب الثقافي، زيادة إلى هذا كما أضاف، العمل من أجل إخضاع الجزائر للسيطرة الفرنسية ومنه تنشيط فكرة الثورة الإنسانية لعصر الأنوار في أوروبا وما واكبه من تطورات علمية وتكنولوجية وأدبية وفنية وسياسية واجتماعية وأخلاقية وإنسانية، موضحا في هذا الصدد أن فرنسا الاستعمارية وحتى يتسنى لها تجسيد ذلك ميدانيا فقد لجأت إلى وضع آلية ممنهجة في شكل مدونة للمعارف العلمية في شتى الميادين في التاريخ وعلم الاجتماع والانثربولوجيا والطب النفسي، موجهة أساسا لدعم وتبرير وكذا لتطوير أيديولوجياتها وممارساتها الاستعمارية ضد الإنسان والأرض وثقافة الأمة الجزائرية. وتتضمن محاور هذا الملتقى الذي سيدوم يومين كاملين مناقشة الانثربولوجيا وعلم الاجتماع والتاريخ الاستعماري الفرنسي في خدمة تغيير وإعادة تنظيم الإقليم والهوية والثقافة الجزائرية وكذا دور الطب النفسي الاستعماري الفرنسي في تحقير الإنسان الجزائري وثقافته والتهيئة الاستعمارية للإقليم وانعكاساتها على اختلال الجغرافيا الاقتصادية والثقافية للجزائر وإشكالية الغيرية من خلال تشكيل صورة السكان الجزائريين في مدونة المعارف الاستعمارية إضافة إلى موضوع التصنيف والإيديولوجية والممارسات الاستعمارية.