يصاب مواطن في شمال إفريقيا بنزلة برد في مخفر الشرطة فيتحرك الإعلام الفرنسي و تبتز من خلاله باريس دولا بكاملها، لكن حين يخرج الشعب الفرنسي في باريس محتجا على سياسة حكومة بلاده حتى و لو يسقط بين المحتجين قتلى و يحدث تخريب للمرافق وتكاد الحياة تتوقف هناك، إلا ان الاعلام العربي ما يزال يفتتح نشرات أخباره بخبر (بايت) حدث منذ شهور، بينما يمر ما يحدث في بلاد الشياطين كأنه لا حدث رغم أن الكل يؤكد أن ما يحدث هناك هو ثورة الجياع في فرنسا بكل تفاصيلها، ولا ندري لمَ يتغاض أو حتى يتضامن إعلام الاعراب مع حكومة ماكرون التي تواجه أزمة قد تطيح به أن استمرت، وعلينا أن نذكر جيدا كيف جندت باريس اعلامها لينفخ في كير الثورات العربية وينفخ في نار الانشقاق والعنف، بل حاول هذا الاعلام نقل التجربة الليبية و السورية في العنف للجزائر من خلال نفس الاعلام الفرنسي الذي ما يزال يتحدث عن الجزائر التي لم تكن امة، وعلى الإعلام العربي أن يساعد الشعب الفرنسي في المطالبة بحقوقه وإظهار وحشية البوليس الفرنسي ضد النساء و المراهقين حتى يتعرف العالم على فرنسا حقوق المرأة وحقوق الإنسان بدلا من التركيز على ما يحدث في لبنان و غير لبنان، والا فهو اعلام عميل ما زال تحت الانتداب الفرنسي.