قارورة غاز البوتان ب 800 دينار و الحليب ب 50 ينار رغم الفرح والسرور الذي واكب الحلة البيضاء التي اكتست بها مرتفعات الجزائر منذ ليلة أول أمس وربما تمتد حسب تقديرات الأرصاد الجوية إلى اليوم غير أن الثلوج كانت سكانير كشف عورة السلطات المحلية في قدرتها على التكفل بالمواطن، في وقت فرحة تصادفت مع الاحتفال بمولد خير الخلق وحوًل الكسوة البيضاء بما حملته من بهجة لأبناء البهجة إلى سواد قاتم بسبب الطرقات المقطوعة وصعوبة السير فضلا عن انقطاعات الكهرباء وغياب الإسعاف و فرق الإنقاذ. وكالعادة أجبر عجز المسؤولين عن أداء مهامهم، المواطن الجزائري على التكفل بنفسه والتكافل لتقديم المساعدة مكان سيارات الإسعاف و فرق التدخل وهو المشهد الذي لا يختلف في روايته اثنان ممن عايشوا الفرحة و المأساة في آن واحد . ظل المواطن خلال الثلاثة أيام الماضية دون نجدة ودون تيار كهربائي ودون خبز وماء وحليب ولا نقل ودون أدنى الخدمات الضرورية حسب ما رصدته المسار العربي في جولة استطلاعية بالعاصمة ، فكان بياض الثلوج المتساقط اليوم بمثابة سكانير فضح عيوب التنمية والاستهتار في التكفل بانشغالات المواطن البسيط في وضعية طوارئ أقلها إضرابات جوية هي بالنسبة لدول اخرى من اليوميات العادية. لم تدم طويلا فرحة العاصميين بحملة تساقط كميات معتبرة من الثلوج التي تزامنت وذكرى المولد النبوي الشريف لسبب بسيط وأنهم وجدوا أنفسهم في دوامة من المعاناة تلو الأخرى وهي المعاناة التي ما كانت لتحدث لو قام المسؤوليين خاصة المحليين منهم بأدنى وأجبتهم قبل الاهتمام باقتناء ما يجب للاحتفال بالمولد النبوي الشريف من مفرقعات و شموع و غيرها . البداية كانت بمستعملي الطريق الذين وجدوا صعوبة في السير جراء غلق بعض الطرقات الوطنية و الولائية والتي ظلت على حالها لساعات دون تدخل المصالح المعنية باستثناء دور جبار قامت به مختلف وحدات الجيش الشعبي الوطني في بعض المناطق الداخلية والنائية ،في وقت تحولت ال 24 ساعة الأخيرة يومي راحة لفرق الحماية المدنية و الإسعاف . وما زاد الطين بلة انسدادا معظم البالوعات والمجاري المائية وعدم تهيئتها في عز فصل الشتاء وكأن المسؤوليين المعنيين لم يستخلصوا الدروس بعد من فيضانات باب الوادي 2001 . وأنت تستمع للراديو عبر أثير الإذاعة الوطنية حول الجهود الجبارة للحماية المدنية. و كأنك في حلم يقظة فبين ما تردده موجات الأثير من خدمات تقدم و بين ما تشاهده بأم عينك شتان فالجولة الميدانية على مدار ساعات بالطريق السريع الرابط بين البليدة و العاصمة لم تقتف أثر لمصالح العمومية وكأن سيارات الإسعاف و كاسحات الثلوج و غيرها من الآلات التي اقتنتها الجزائر بأموال باهظة ركنت إلى عطلة مدفوعة الأجر، هذه الوضعية في الطرقات سببت خسائر بشرية ب7 قتلى وأكثر من 28 جريح حسب حصيلة لمصالح الحماية المدنية. انقطاع التيار الكهربائي هو الأخر سبب متاعب المواطن, ولم تكتفي معاناة المواطن مع هذا الحد حيث لم يعثر على حاجياته الاستهلاكية كالخبز اذ ظلت مخابز العاصمة و البليدة مغلقة ، وسائل النقل هي الأخرى أرهقت المسافر في وهو ماوقفت عليه المسار العربي بمحطة شوفالي وساحة أول ماي و البليدة و تيبازة . غاز البوتان هو الأخر أصبح سلعة نادرة ما جعل متعة الدفء في البرد القارس حول متعة الحلة البيضاء للثلوج إلى جحيم فقارورة البوتان وصل سعرها بالبليدة إلى 800 دينار جزائري في حين في الحالات العادية سعرها لا يتجاوز 260دينار.