تشن الشرطة حملة دهم واعتقال في فيينا بحثا عن أشخاص يشتبه في أن لهم علاقة بمنفذ هجوم الاثنين الذي راح ضحيته 4 أشخاص. وفي الوقت الذي علق فيه مستشار النمسا على الهجوم، أدلى الرئيس الفرنسي بتصريحات من داخل السفارة النمساويةبباريس، كما أعلنت ألمانيا عن إجراءات أمنية على حدودها. يقول وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر إن منفذ الهجوم الدامي نجح في "خداع" برنامج إعادة تأهيل المتطرفين والمكلفين بمتابعته. وتشير المعلومات الجديدة إلى أن المهاجم سبق وأن حكم عليه بالسجن 22 شهرا في أبريل 2019 لمحاولته التوجه إلى سوريا للانضمام لتنظيم الدولة الاسلامية، ولكن تم الإفراج عنه بشكل مبكر، وقد انتقد الوزير الإفراج عن المنفذ. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، في بيان بثه عبر قنواته على تطبيق تليغرام، وقال التنظيم إن "مقاتلا من الدولة الإسلامية" نفذ هجوم فيينا، الذي أسفر عن مقتل 4 أشخاص. وفي نص منفصل، أُرفق بصورة للمهاجم المسلح، تحدثت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم عن "هجوم بالأسلحة النارية نفذه مقاتل من الدولة الإسلامية بمدينة فيينا". وقال نيهامر إنه تم حتى الآن اعتقال 14 شخصا وتنفيذ 18 عملية دهم في البلاد، بحثا عن أشخاص يفترض أنهم على صلة بمنفذ بالهجوم الذي قتلته الشرطة. عادت الداخلية لتقول إن منفذ الهجوم يدعى كوجتيم فيض الله ويبلغ من العمر 20 عاما، ويحمل جنسيتي النمسا ومقدونيا الشمالية. وأوضح الوزير أن الشرطة تمكنت من القضاء على الرجل في غضون 9 دقائق. وبدأ الهجوم حوالي الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (1900 بتوقيت غرينتش) الاثنين. وقال نيهامر إنه تم استدعاء ضباط من وحدة متخصصة إلى موقع الحادث، وإنهم أنهوا الواقعة بقتل الرجل بالرصاص في الثامنة و9 دقائق. وأضاف أن تدخلهم السريع حال دون تدهور الموقف. وذكر متحدث باسم الشرطة أن نحو ألف ضابط يشاركون في حملة البحث. ويتولى الجيش حراسة المواقع الحساسة بالمدينة لتفريغ الشرطة للحملة. نوعية الصراع وقد تعهد المستشار النمساوي سيباستيان كورتس بتعقب هؤلاء الناس بكل السبل المتاحة، ف "سنلاحق الجناة ومن يقفون خلفهم". وقال إن رجلا وامرأة من كبار السن وشابا من المارة ونادلة قتلوا بدم بارد، وإن هناك 14 مصابا بعضهم يصارع الموت. وأضاف في كلمة بثها التلفزيون "هجوم الأمس كان بوضوح إرهابيا إسلاميا. هذا ليس صراعا بين المسيحيين والمسلمين أو بين النمساويين والمهاجرين. لا، إنه صراع بين الكثيرين الذين يؤمنون بالسلام وبين قلة (لا تؤمن به). إنها حرب بين التحضر والهمجية". ورفعت أجهزة الأمن البريطانية مستوى التحذير إلى "خطير" في مواجهة تهديد إرهابي، غداة اعتداء فيينا وهجمات عدة شهدتها فرنسا. وقالت الاستخبارات الداخلية البريطانية "إم آي 5" (MI 5)، التي أعلنت التدبير على موقعها الإلكتروني؛ إن التحذير منذ الرابع من نوفمبر 2019 كان عند مستوى "فعلي"، وحين يتم رفعه إلى "خطير"، وهو المستوى الرابع ضمن 5 مستويات؛ فهذا يعني أن وقوع هجوم إرهابي بات "مرجحا جدا". في حين قالت وزيرة الداخلية بريتي باتيل إن "هذا تدبير احترازي ولا يتعلق بأي تهديد معين". تنديد واسع وقد عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن صدمتها إزاء الهجمات التي وقعت وسط فيينا، وأعلنت عن تضامنها مع جارتها في المعركة ضد ما وصفته ب "إرهاب الفكر الإسلامي المتطرف". وقالت ميركل في بيان نشره المتحدث باسمها على تويتر "في هذه الساعات العصيبة التي أصبحت فيها فيينا هدفا للعنف الإرهابي.. عقلي وقلبي مع السكان هناك، وقوات الأمن تواجه الخطر". وقد عززت ألمانيا إجراءات التفتيش على الحدود مع النمسا عقب الهجوم. ومن جانبه ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم، ووصفه بأنه "جريمة بشعة ومروعة". وفي الولاياتالمتحدة، ندد الرئيس دونالد ترامب بالهجوم، وكتب في تغريدة على تويتر "نصلي من أجل سكان فيينا بعد عمل إرهابي شرير آخر بأوروبا، هذه الهجمات الشريرة ضد الأبرياء يجب أن تتوقف، الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب النمساوفرنسا وسائر أوروبا في الحرب ضد الإرهابيين، بمن فيهم الإرهابيون الإسلاميون المتطرفون". من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم الذي شهدته فيينا، وقدم تعازيه لأسر الضحايا. وأدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم الإرهابي الذي شهدته فيينا، وعبر عن تضامنه مع النمساويين. كما أدان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الهجوم، وشدد على وجوب مواصلة الكفاح ضد أيديولوجية أولئك الذين يستغلون الدين الإسلامي. وأضاف جاويش أوغلو أنه قدم التعازي لنظيره النمساوي في ضحايا الهجوم الإرهابي عبر اتصال هاتفي. وفي ذات السياق، أشاد الوزير بشابين تركيين أنقذا امرأة وشرطيا خلال الهجوم الإرهابي، وقال "شكرا لكم، نحن نفتخر بكم". ماكرون يتحدث من جانبه، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السفارة النمساوية في باريس للتعبير عن دعمه "غير المشروط" للشعب النمساوي، وللدعوة إلى رد أوروبي على "الأعداء الذين يهاجمون أوروبا". قال ماكرون "سنفعل كل شيء، كأوروبيين، للوقوف معا ومحاربة آفة الإرهاب هذه، والمضي قدما دون التخلي عن أي من قيمنا". يأتي الهجوم بعد أيام قليلة من عملية طعن في نيس الفرنسية خلفت قتلى وجرحى، ووسط غضب العالم الإسلامي من الرسوم الفرنسية التي تسخر من نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. وعاد ماكرون ليقول "تمثل فيينا تجسيدا حقيقيا لقيمنا. ويشير هذا الهجوم أيضا إلى إرادة أعدائنا في مهاجمة حقيقة أوروبا، أرض الحرية والثقافة والقيم، وبالتالي لن نتنازل عن أي شيء".