تغيرات في السلوكات الجماعية للفرد وراء انتشار الظاهرةمؤشرات خطيرة لظاهرة اختطاف الأطفال ، باتت تهدد المجتمع الجزائري وتزعزع استقراره، وأصبحت تشكل إرهابا من نوع خاص يمس شريحة واسعة ومهمة من المجتمع لم يعد احد في منأى عنها . هذه الظاهرة التي تشهدها الجزائر في السنوات الأخيرة و بكثرة ، أصبحت تهدد فئة عريضة من المجتمع ، وهي فئة الأطفال و القصر ،فحسب آخر الإحصائيات الرسمية لسنة2008 تم تسجيل اختطاف حوالي 127 طفل في مختلف مناطق البلاد ، والملاحظ أن ضحايا الاعتداء الجنسي يأتون في الصدارة، إذ تم تسجيل 3409 طفل ضحية له ،كما سجل عدد 550 طفل كانوا ضحايا سوء المعاملة من طرف الغير ، وكل هذا الأرقام سجلت في السنة المنصرمة ، و قد بلغ ممارسة العنف ضد الأطفال أقصاه ،فقد وقع 5 ألاف منهم ضحية له منها 11 حالة قتل عمدي أدت الي الوفاة الضحايا . وتعود ظاهرة الاختطاف في اغلب الأحيان الي ممارسة الجنس من طرف المختطف وهو ما أكدته الإحصائيات الرسمية بعد المعاينة الطبية التي يخضع لها الطفل الضحية ،تم تليه عملية المتاجرة بالأعضاء والتي يكون الطفل فيها لقمة سهلة للمختطف وهو ما سجل بكثرة في السنوات الأخيرة الماضية ،وفي الأخير تلعب الفدية جزء كبير من الاختطاف إذ يكون الضحية ابن احد الأغنياء وهو ما يجعله محل أطماع العديد من الجهات ،وما سجل مؤخرا ظاهرة الانتقام من احد الأفراد العائلة أو المقربين لها بخطف احد ابنائها وهي سابقة خطيرة لم تكن تعرفها الأسر الجزائرية الا مؤخرا . ورغم الجهود المكثفة من طرف مصالح الأمن الوطني وغيرها من المصالح الرسمية وتسخيرها لإمكانيات ضخمة للحد من الظاهرة لتجنب نتائجها المستقبلية الا أنها وللأسف في تنامي مستمر . وفي الأخير ومن خلال هذه الأرقام و الإحصائيات المخيفة تتأكد فرضية تفشي العنف في المجتمع الجزائري ،بسبب تراجع القيم الاجتماعية والدينية لدي المواطن الجزائري وكذا تذبذب في سلوكياته وانتشار الظواهر الشاذة بكثرة وهو ما باستطاعته قتل البراءة في هذه الشريحة مستقبلا. وفي سياق متصل أكدت مصادر مطلعة عن وجود 2785 حالة متاجرة بالأعضاء البشرية في الجزائر لغاية 2008 وذلك حسب إحصاء لوزارة الداخلية ، و أن بعض هذه الممارسات المنافية للأخلاق تمارس من طرف أطباء جزائريين وذلك بحثا عن الربح السريع .قريسي صارة