في محاولة غربية لوقف عملياتها المتصاعدة والتي أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الناتو،لا سيما القوات الأمريكية في أفغانستان، دعا نحو عشرين خبيرا دوليا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تغيير استراتيجيته والتفاوض مع حركة طالبان، بدلا من مواصلة الهجمات العسكرية التي لم تؤد سوى إلى مفاقمة الوضع حسب تعبيرهم. وكتب 23 باحثا وإعلاميا ومسؤولا عن منظمة غير حكومية تعمل في أفغانستان في رسالة مفتوحة موجهة إلى أوباما من بينهم الباحثان الفرنسي جيل دورونسورو والإيطالي انتونيو جيوستوتزي. مفادها، "نطلب منكم السماح ودعم الحوار وإجراء مفاوضات مباشرة مع أعضاء في طالبان الأفغانية المتواجدين في باكستان".
ويأتي نشر الرسالة قبل بضعة أيام من نشر البيت الأبيض تقييما لاستراتيجيته في أفغانستان وفيها يدعو الموقعون أوباما إلى تغير استراتيجيته من خلال تسليط الضوء على فشل الهجمات العسكرية التي تنفذها القوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي في ولايتي قندهار وهلمند، أبرز معقلين لطالبان.
وكتب الموقعون أن "الحرب تكلف اليوم الولاياتالمتحدة وحدها أكثر من 120 مليار دولار وهذا لا يمكن ان يستمر على الأمد البعيد. الخسائر البشرية تزداد" لا سيما بين الجنود الغربيين من بينهم أمريكيين .
وأضافت الرسالة "على الرغم من الثمن الهائل المبذول، لا يزال الوضع على الأرض أسوأ مما كان عليه قبل سنة لان حركة تمرد طالبان حققت تقدما في البلاد".
واعتبر الموقعون أن العمليات التي تنفذ في الجنوب لا تفيد سوى في القضاء محليا وبصورة مؤقتة على أعراض المرض، ولكنها لا تعالجه، وفي ظل الدعم النشط الذي توفره باكستان لطالبان من غير الواقعي المراهنة على الحل العسكري.
وفي هذه الظروف، لا يرى الخبراء من حل سوى التفاوض للوصول إلى اتفاق مع قيادة طالبان والافساح في المجال للأمريكيين لمغادرة البلاد مع الحفاظ على مصالحهم الامنية المشروعة، طالما أن حركة طالبان أعربت عن رغبتها للتحاور مع الولاياتالمتحدة، برأي الخبراء.
واعتبر الخبراء أنه "خلافا لما يمكن أن يعتقده البعض، يفكر طالبان بمستقبل أفغانستان أكثر ما يفكرون بالجهاد العالمي، وعلاقاتهم مع القاعدة التي لم تعد في أفغانستان، ضعيفة".
وقال الخبراء أنه من الأفضل عدم التأخر في بدء هذه المفاوضات لان طالبان سيصبحون أقوى العام المقبل.
يذكر أن حركة طالبان حتى الآن ترفض في العلن التفاوض مع التحالف الغربي، طالما لم يسحب قواته التي تصل إلى 140 الف جندي ثلثاهم من الأمريكيين من أفغانستان.